150 ضابطا عراقيا استشهدوا لأجل الكويت |
ليلة 8 / 9 من شهر آب 1990 المشؤومة، امتنع مائة وخمسون ضابطا عراقيا، عن تنفيذ الأوامر، بغزو دولة الكويت الشقيقة، واقفين بوجه الطاغية المقبور صدام حسين، رفضا للتقدم.. محتلين لدولة شقيقة، كاملة.. بل متفوقة الأهلية. أعدم الطاغية هؤلاء، وبعث بجثثهم الطاهرة، الى ذويهم، تحت عنوان: (خونة جبناء) مانعا عشائرهم من اقامة مجلس فاتحة وحاظرا عليهم استقبال معزين، تحت حراسة امنية فائقة التشدد. وفي الحال، غيّر الطاغية من صيغة الأمر الى ان إسرائيل احتلت الكويت؛ فلنتوجه الى تحريرها، قبل ان تستحكم عسكريا منها، وتتحول الكويت الى فلسطين أخرى، يستحيل على العرب تحريرها. انخدع البعض وتواطأ العدد الأكبر، فكان ما كان ممن انطبقت عليه الحكاية التراثية المتداولة في امهات الكتب عن الذي قيل له ثمة اسد في هذا الكهف فادخل اقتله كي تنقذ القرية منه، ولما دخل شاهرا سيفه، وجد رجالا ليس لديه سبب لمقاتلتهم، لكن تورط بالامر؛ فقاتل، ولما انجلى الموقف، قال: (مكرها اخاك لا بطل) فذهبت مثلا، انطبق تمام الانطباق، على فصائل الجيش الثلاثمائة الف التي دخلت الكويت، وبعضها يظن نفسه يحرر اشقاءه من احتلال اسرائيلي. علما بان الاغلبية كانوا طوع اوامر لا طاقة لهم بردها من قبل صدام. لكن المائة والخمسين ضابطا، العراقيين، ومن كان بمعيتهم، من جنود، التزموا روح الاخوة إزاء الكويت، وآمنوا بفروسية العسكرية التي لا تغدر في جناح الليل، ولا تغزوا قوما آمنين في ديارهم، من دون ذنب، انما تحمي الجار وتحفظ العهد؛ رافضين طاعة الأوامر الصادر عن اعتى طاغية عرفه التاريخ الحديث، شهداء كونيين للأنسانية جمعاء.. ليس الكويت وحدها ولا العراق ثانيها، انما هم شهداء مطلقين، استشهدوا في سبيل اخوتهم بالنسب والرحم والدين والدم والاصل المتحدر من سلف واحد. اتمنى ان تكون حكومتا الكويت والعراق قد سألتا عنهم، واعتمدتهم شهداء مشتركين لدولتي الكويت والعراق، احقاقا للحق الذي استشهدوا في سبيله؛ حبا بالعراق كي لا يتورط بجريمة غزو اشقائه الكويتيين، واحتراما للأخوة الكويتية التي حرصوا عليها والموت دونها. وإن لم يسبق لأحد العناية بشأنهم.. ولا استبعد ذلك.. فأتمنى ان يأتي رد الاعتبار لهم، متأخراً، خير من الا يأتي، وحينها، يتضافر اهمال الحكومتين العراقية والكويتية، مع جريمة اعدامهم. |