المصيبة عراقية

ضاقَ الرجل العجوز بكثرة طرق الباب من المحتالين، منهم من يعرض أكياس النفايات ويطلب الثمن، ومنهم من يعرض خدمته لتصليح الطباخ، ومنهم من يبدو متوهما بطرق الباب.. فضلا عن الشحاذين بمناطق وهويات مختلفة.. وتتواصل التحذيرات من عصابات بألوان وذرائع وادوار شتى، منها من يجمع المعلومات عن البيوت ومن يسكنها...
في ظهيرة الأحد الماضي تعالى طرق أبواب في الشارع، وتحامل العجوز على نفسه وفتح الباب، كانوا ثلاثة شبان صغار، يطلبون أجور المجاري... أين القائمة؟ لا قائمة.. هل انتم من البلدية؟ نعم.. هوياتكم... لا تطيل الكلام،، أعطنا حقنا.. كان واضحا أنهم يهددون.. وتصرفوا بطريقة تثير أعصاب الدب القطبي.. وكانوا بأخلاق سوقية مبتذلة وظنوا أن العجوز بأيديهم.. فقال لهم انه سيتصل بآمر السرية العسكرية، فقالوا له أنهم ينتظرونه... وبــإيجاز، وانتهى الأمر بان العجوز تطاول عليهم وشكك بهم وأهانهم ولذا لن تنفعه السرية والجيش والشرطة وان القول الفصل للعشيرة، وعلى العجوز في حي العدل أن يدري ويفهم أن خصومه من المدينة... مدينة الشعلة أو الحرية.. وهذا العنوان بدوره بمغزى، بل ولفظوه بمغزى، وعلى العجوز أن يحسب حسابه وما كنت تسمع به قد شملك وناشك وأنت، الآن، في قلب المصبة...
هل يحدث هذا في أكثر بلدان الأرض تخلفا وهمجية وفوضى؟ وهل من حل، وما يجري هو نتاج لكل ما هو قائم؟؟
هل من مقترح سريع؟ هذا رقم تلفون آمر السرية وستهرع القوة لنجدة المواطن حال اتصاله وطلبه النجدة؟ والأفضل أن يثبت تلفون سرية المنطقة وقاطع نجدتها في كل محلة وزقاق وبيت على الأقل لإقلاق السائبين وطمأنة المواطن فهل هذا ممكن؟؟ ولكن؟.. هل تنتظر العصابة لحين حضور القوة الأمنية؟؟ ثم.. ماذا سيترتب على هذه الواقعة؟ أنهم سائبون منفلتون يتشهون المشاكل والمصائب... والحوا عليه أن يذهب بهم إلى الوحدة الأمنية القريبة مزيدا وإمعانا في تحديه وإغاظته، فهل يصعب عليهم إيقاع الأذى بأحد أفراد عائلته... بل ان حوادث القتل غير بعيدة عن أسباب تافهة ودوافع منحطة.. وان مصير العراقي بقبضة المصادفات وشرور الكلاب السائبة... فكيف لرجل سلطة أن يقبل لكرامته أن يكون مواطنه ألعوبة مهانة بيد هذه الكائنات؟؟ والى متى تدوم هذه المأساة وتستمر المصيبة؟؟؟ هل تتفتق عبقرية أمنية عن أفكار وممارسات وخطط تنجد المواطن من تهديد يطرق عليه باب داره؟