تقشف وجفاف وحمايات مفرطة

حتى تستطيع الدولة ان تنهض من جديد وهذا امر مستبعد بالتأكيد في الوقت الحالي ،عليها ان توحد جهودها في مكافحة الفساد بشكل حقيقي، ولكي تنجح الدولة في مواجهة التقشف والجفاف الذي حصل بسبب اخطاء السنة الماضية بقيادة صاحب الفخامة ومختار العصر وضياع موازنة بلد كامل ولا ندري اين ذهبت عليها ان تواجه الاحزاب بشكل حقيقي . 
ولكي تستطيع الحكومة ان تتخلص من كل هذه المخاوف ومن هيجان الشعب عليها ان تقول الحقيقة وان تكون صريحة مما يحدث، على الحكومة ان تكشف وتقول بأن من يثقل كاهل البلد ليس المواطنون فقط . وليس محدودي الدخل .
عليها ان تقول بأن طريقة ادارة نظام الدولة هو نظام فاشل فهو يترك الاغنياء ويترك اثرياء السياسيين ويتجه الى الفقراء والموظفين الصغار ، على الدولة ان تكون صريحة امام هيجان سنقوده نحن من خلال تظاهرات واعتصامات لا ندري ربما تتحول الى شغب لو ظل الامر هكذا. 
هنالك كم هائل من العاطلين والخريجين ونستطيع ان نستقطبهم جميعا لأخذ حقوقهم ولن تكون هنالك اي سكتة او صمت بعد الان، اذا اعتبروني محرضا من اجل المساكين ومن اجل المطالبة بحقوق المساكين فأعتقد بأني مرحب بهذه التهمة ، كل الذي يحصل هو الطريقة الخاطئة التي تحصل اليوم في ادارة الدولة بسبب الفساد ،لاتوجد ضرائب ضد كل مايدخل للعراق من منتجات ، وحينما فرضت الضرائب فرضت وفق المحاصصة.
لا اجد اي منطق سياسي في العالم يسير اليوم مثلما يحصل في العراق ، تفرض الضرائب بشكل عشوائي ويفرض التقشف على المواطنين وعلى محدودي الدخل ، التقشف يحصل بشكل صريح جدا بقطع رواتب الموظفين الصغار بينما رواتب المسؤولين تجري مثلما هي . اليس هذا مضحكة كبيرة تقودها احزابنا الموقرة وسياستنا .
أليس من المفترض من المسؤول حينما يستلم راتبه او حينما يشعر بأن البلد يعيش حالة تقشف ان يتنازل عنه وان يقلل حماياته وان يقلل من مصاريفه والاموال الهائلة خلال الزيارات الرسمية التي يقوم بها الوزراء او النواب. 
لماذا التقشف والجفاف يحدث بطريقة حزبية وفي الوقت ذاته هنالك افراط في حمايات كل وزير ، لماذا كل ذلك يحدث، لماذا لايتحدث احدا عن كل هذا ،لماذا لا تكون هنالك تظاهرات عنيفة يمكنها ان تجبر هولاء بالقوة على التنازل عن كل الامتيازات .. التقشف والجفاف يجب ان يعم الجميع ، اذا لم يحصل ذلك فاعتقد بأنكم ستمرون بكارثة كبيرة وهنالك من يتصيد في الماء العكر في ان تثور هذه المدن الامنة.