نحن شعب تعلمنا ونحن صغارا وعلمنا سياسينا ايضا على الهتاف وكنا بارعين بصناعة الظالم والجلاد وحمله على الاكتاف ووضعه اعلى المراتب وحين ينحرف نمسح به الارض ، والتاريخ يعيد نفسه دائما...! ....لما الآن وبالذات وصل البطر والميوعة فينا الاحتجاج على قرار وزيـــــــــــر... وأي وزير....وزير الكهرباء...!؟ دون ان نعرف الاسباب والفوائد الكثيرة والكبيرة من وراء هذا القرار الرقيق والحكيم والمدروس بدقة متناهية ، اراد الرجل ان يقوم بواجبه لخدمة الشعب وتخليصه من الازعاج والحفاظ على صحة الشعب العامة لكن هذا الشعب (متعافي) ومائع وجاهل و بطران... ولا يفهم الاصول ولا يعرف شيئا عن نوايا هذا الوزير المخلص الذي يحاول تنشيط المنتج الوطني والنهوض بالصناعة الوطنية وتقسيم الشعب الى فئتين ، الاغنياء وتكون الكهرباء من حصتهم لكونهم قادرين على الدفع وتحسين حالة الخزينة الفارغة لسد رواتبهم الثقيلة والفئة الثانية وهي فئة الفقراء وذوي الدخل المحدود لكونهم يشكلون النسبة الاكبر من الشعب العراقي اي 90% وغير قادرين على الدفع فوضع الرجل لهذه الفئة الفوائد التالية بديلا للكهرباء: تشجيع صناعة المهفات من سعف النخيل وهذه الصناعة كانت مزدهرة قبل اكثر من نصف قرن واندثرت واراد الرجل احياءها من جديد تشجيع زراعة النخيل كمواد اولية لهذه الصناعة احياء نشاط وعمل الفلاح العراقي الخامل المحافظة على صحة المواطن من مرض الزكام وهذا بدورة سيحمل الخزينة اعباء كبيرة لاستيراد الادوية والمعدات ا لطبية تنقية الجو من اصوات ودخان المولدات والمبردات والمكيفات ونشر الهدوء في ساعات انقطاع الكهرباء الوطنية عن فئة الاغنياء الحفاظ على حياة المواطن من الصعقة الكهربائية اثناء ساعات التشغيل تقوية صناعة خياطة الدشاديش والكلبيات لكون المواطن سيقوم بالاغتسال من العرق مرارا وهذا تشجيع قسري على النظافة اعادة التاريخ الكلاسيكي الى عهد الستينات وتشجيع الناس على السباحة بالنهر من جديد وهذه رياضة تركها المواطن منذ نصف قرن تقريبا التخلص من الثلاجات والمجمدات لانها تشغل حيزا كبيرا في البيت والاستعاضة عنها بصناديق الثلج والتخلص من هدير اصواتها المزعج تشجيع صناعة الثلج والقضاء على البطالة نهائيا لان هذه الصناعات تحتاج ايدي عاملة كبيرة وماهرة توفير الجو الرومانسي الهادئ للعوائل العراقية بالسهر على ضوء القمر والنجوم والفانوس والشموع تقوية حاسة السمع والبصر بعد اضمحلال التلفزيون من المشهد نوم الاطفال في ساعة مبكرة من الليل لعدم وجود تلفزيون او راديو او اي جهاز كهربائي يعكر الهدوء تخليص الشعب العراقي من الهجوم التكنولوجي في الاتصالات وعزفهم قسرا من التكنيك والاتصال بشبكات الانترنيت ومتابعة منشورات التواصل الاجتماعي السخيف تقوية الاواصر الاجتماعية وذلك باجتماع جميع افراد العائلة على مصباح او مبردة او مروحة واحدة الحرارة الزائدة تساعد المواطن على الترشيق واضمحلال الكروش وهذه فائدة كبيرة تخلص الناس من مصاريف اضافية يخصصها المواطن للترشيق والتجميل وخصوصا المتزوجين منهم وسترتاح جيوبهم الفارغة كهربائيا من هذه المصاريف الزائدة. والفائدة الكبيرة الاخيرة التي قررت ان انهي بها الفوائد لأهميتها وهي تنظيف جيوب ابناء الشعب العراقي وجعلهم اخف وزنا للركض وراء رغيف الخبز وهذه رياضة وصحة لأجسادهم الكسولة . انطلاقا من هذه الفوائد العظيمة ونحن لا نزال نحتج يا لنا من شعب جاهل و ناكر للجميل...!؟ ايقنت الآن و بشكل فعلي من ان السياسة علم عميق وحويط لا يمكن ادراكه والخوض في غماره واسراره الا من قبل المختصين والمحنكين والعباقرة من السياسيين العراقيين الكبار ومنهم السيد وزير الكهرباء...!!؟.....شكرا لوزير الكهرباء على توفير هذه الفوائد التي لا يعرفها البعض من افراد الشعب العراقي البطران ونحن بدورنا نعتذر له نيابة عن هذا الشعب الجاهل و(المتعافي) والذي لا يفهم شيئا عن السياسة ونوايا ساستنا المستقبلية وخططهم الخماسية والسداسية والعشرية والمئوية لتقوية الدخل القومي ودابهم المتواصل لخدمته والسهر على راحته وترشيقه وترشيق خزينة....!؟ وماذا يريد الشعب اكثر من ذلك ....!؟....ان الله لا يحب المسرفين....!! اهتفوا معي جزاكم الله خيرا: (بالروح ...بالدم نفديك يا وزير الكهرباء..!)
|