لم يكن الطريق الذي يصلنا بمرقد السيد خضير والمتفرع من الطريق الرئيسي بين البصرة وذي قار طويلا . إلا إن إعداد الزائرين وكثرتهم وخصوصا ليلة الجمعه . جعلتنا نقضي وقتا طويلا لنصل حيث يزدحم الألوف من القاصدين والمتبركين واللائذين بجواره. أذ تعد المزارات الدينية واحدة من الأماكن التي يذكر فيها اسم الله وتصدح منها كلمة التوحيد عند مراقد هؤلاء الصالحين الذين عبدوا الله حق عبادته وأطاعوه، الأمر الذي جعل أفئدة من الناس تهوي إليها تبركا بها ، ويعد العراق واحد من أكثر البلدان التي شيدت فيها مراقد ومزارات لأبناء الرسول وذريته عليهم السلام . ومنهم مزار السيد خضيرالسيد محسن الصافي (أبو حيايه) وهو مشهدٌ يلوح بالشموخ ويقارع الزمان بالبقاء، ومعلمٌ من معالم الدوحة المحمدية، و أثر شاخص على مسلة الأسرة العلوية ، صاحب الكرامات المتواترة عند أهالي الناصرية خاصة والعراقيين عامة، فهم يخشونه كثيراً ولا يحلفون به يميناً كاذبة، ويجلبون النذور إلى قبره، بل يقسم الناس بحقه لفصل الدعاوي والشكايات، ولقد رأينا مراراً إن المنكر لأمر ما مثلاً إذا طلبوا منه القسم (بأبو حيايه) كان يتردد ولا يقسم، وذلك لتجربتهم أن الكاذب لو حلف به يصيبه الضرر، ورأينا منه في أيامنا هذه كرامات باهرة وحجج دامغة، ولقد عزم البعض من احسابة أن يجمع تلك الكرامات ويدونها حتى تصير كتاباً يحتوي على فضائله فعجز عن ذلك لكثرتها وتعددها . ولا ريب إن زيارة مشاهد أولياء الله الصالحين من عـترة سيد المرسلين هي من أظهر مصاديق تعظيم شعائر المولى تبارك وتعالى .وقد وردت الروايات المتواترة والآثار المتضافرة في الحثّ على زيارة مشاهدهم وتعظيم مراقدهم ففي تلك البقاع الطاهرة العابقة بنفحات الإيمان المتألقة بأقباس الهدى يجد المسلم الموالي لآل بيت الرسول محمد{صلوات الله عليهم} نفسه في جوٍ روحاني يسمو به إلى معارج التقى والسمو في درجات القرب من الله تعالى وأوليائه. وقد كتب الله لنا التوفيق في القيام بهذه الزيارة واللقاء بالقائمين على هذا المرقد الشريف .ومنهم السيد حيدر السيد كاظم الصافي والمتولي لهذا المرقد الذي تحدث ألي قائلا السيد خضير بن السيد محسن بن السيد مسافر الصافي يرجع نسبه إلى السيد جعفر الخواري ابن الإمام موسى الكاظم علية السلام ولم تعرف سنة ولادته على وجه التحديد لعدم الثويثق لدى سكان القرى والأرياف حينها . لكننا نعرف سنة وفاته وهي عام1893 بالتواتر من اجدادنا .واختلف الناس في عمرة عند وفاته .منهم من قال 14 ومنهم من قال 12 سنة كون سنة ولادته غير محددة. عاش في كنف والدة الذي كان سيد جليلا ومتعلما ودرس في النجف الاشرف وسكن زمننا فيها، وله من الكرامات لاتعد ولا تحصى حيث كانت الناس تقصد أبناء الرسول في كل حاجاتهم ومشاغلهم . وكان ولده السيد خضير رغم صغر سنة له دعوة مستجابة بإذن الله .وإذا دعا لعبد ايجبت دعوته بإذن الله .وان مس مريضا أو طلب امرأ لايرد بإذن الله . وسبب تسميته (با بو حييايه).ان والدة كان يتنقل من حدود الشطرة الى الغراف الى ال بو عظم .كونه يستشكل في صلاته وعباداته من السكن في الأراضي المغصوبة التى كانت تأخذ بالقوة والاغتصاب سواء من العشائر اومن الولاة العثمانيين الحاكمين .إلى ان حط به الرحال إلى منظقة ايشان (ام أسبيل) وهو مكان مرتفع و يبعد عن المرقد ألان بحدود 500 متر .وكانت جباة ضريبة الأرض من موظفي السلطة العثمانيين يحضرون الى العشائر لجباية هذة الضريبة الباهضه وهي بمبالغ كبيرة .والذين حضروا يوما الى دار السيد محسن الصافي و كان غائبا , فما كان من السيد خضير الى إن يذهب الى منطقة من النهر يكثر فيها القصب والبردي والذي تستوطن فيها الأفاعي والحيات .فملئ ثوبه بإعداد منها وأطلقها إمامهم فوقفت الحيات منتصبة محيطة بهم .فخافوا وأجفلوا وعرفوا إن لا إل بيت هذا الرجل كرامة وجلال ,فتهيبوا واكبروا ساكنيه .وحال حضور السيد محسن والده هدئ روعهم وأمنهم وقال لهم : لاتخافوا هذا ولدي السيد خضير. وإمرة بصرف الحيات فانسابت مطيعة صاغرة الى مكمنها . فاعتذر الجباة اشد الاعتذار ووقعوا على يد السيد يقبلونها . واو عدوة بأنهم لن يعودوا أبدأ إجلالا لكرامتهم وحظوتهم عند الله .ومن يومها سمي السيد خضير بأبو حيايهه . عاجلته المنية فانتقل الى جوار ربه يافعا لعارض ومرض ألم به ودفنه والدة في مرقده هذا .وابتنى على قبره بناءا بسيطا من كوخ قصب وسبيل ماء .وأصبح مزارا للناس وتكاثرت حول مدفنه القبور لبعد النجف الاشرف وقلة وسائل النقل آنذاك وهفت قلوب الناس إلى قبره تبركا واستجابة للمطالب والشفاعة لدى رب الأنام باذن الله. ويقول السيد حيدر الصافي إن أول عمارة للمرقد أنشئت عام1948 أذ قام السيد طالب بن السيد عبد الحسن السيد محسن وهو ابن أخ السيد خضير بإبرام مقاوله مع السيد خضر جويد البناء من أهالي الشرقية في الناصرية بإنشاء قبة وتوسعه الحضرة وهدم البناء الطيني القديم وتوسيع البناية وتوفير الماء للغسل والوضوء. وفي عام 1961 قام السيد طالب وإخوانه سيد جهاد وسيد جولان ببناء لواويين حول المرقد لمبيت الزائرين وبعض الإضافات لخدمة الزائرين الذين تكاثرت إعدادهم . وفي عام 1998 قام اولادالمرحوم سيد طالب السيد كاظم والسيد حميد والسيد على وأولاد عمه السيد جهاد والسيد جولان .بهدم البناء الى الأرض وبناء قبة جديدة وتوسعته باضلاعة الاربعة بشكل تدريجي ومولوة ببيع بعض ممتلكاتهم. وحاليا تجرى توسعه للحضرة وإدخال الكثير من الإضافات والمنافع والحمامات للزائرين. وساهمت السلطة المحلية بمد أنبوب ماء وتبليط الطريق الفرعي من طر يق بصرة ناصرية . وساهمت شرطة ذي قار بتوفير الحماية الكاملة للمرقد مع الأجهزة الأمنية الأخرى ، وطموحنا هو إنشاء سياج امني للمقبرة وللمرقد . ويمول المرقد الشريف من الهبات والنذور والتبرعات ,ويدار بشكل جماعي وتعاوني من أسرة وأحفاد السيد ويشرف السيد حيدر السيد كاظم الصافي على تفاصيل خدمة الزائرين. ويزور المرقد عدد من الضيوف من المراجع الدينية والوجهاء والذين ابدوا إكرامهم واحترامهم لإدارة المرقد وجهودها في توفير الخدمات للزائرين .وإدخال التقنيات الحديثة ككامرات المراقبة وأجهزة الاتصال .وتوفير كل الخدمات بيسر وسهولة
|