فايروس الطائفية!!

 

الإعتقاد بأنك يجب أن تسود وتتسلط وتمحق الآخر وتبيده , هو جوهر السلوك الطائفي وقوته المحركة , وأي إدّعاء غيره , إنما تمويه وخداع .

 

الطائفية سلوك غابي متوحش لا يختلف فيه البشر الطائفي عن أي حيوان شرس في سوح الغاب.

 

فالطائفي وحش بهيأة بشر.

 

الطائفي مفترس سابغ يبدو وكأنه بشر , فيسعى للقتل وسفك الدماء وتحقيق أعلى درجات الإبادة والإنتقام.

 

هذا السلوك يشترك فيه جميع البشر الذي تتجسد فيه النفس الطائفية , من أي جنس أو دين أو حزب ومعتقد , ولا فرق في هذا السلوك بين الطائفيين في أي مكان وزمان وملة ودين.

 

إنه سلوك واحد يرفض وجود الآخر , ويسفك الدماء ويزهق الأرواح , ويحسب أن ما يقوم به من طقوس معتقده , ومن الواجبات التي يريده ربه أن يؤديها.

 

وهذا الوباء الفاحش الطاعوني الطباع والنتائج  , لا يعرف الحدود ولا يمكن الوقاية منه بسهولة عندما ينطلق في أية بقعة أرضية , لأنه يمتلك قدرات الإنتشار السريع كأي مرض فايروسي في الحياة.

 

وعليه فأن فايروس الطائفية سيصل إلى بقاع الدنيا , ولن يعصم أيا منها عاصم مهما توهمت وتصورت , فالوباء سيجتاح الدنيا بأسرها , وما يتحقق في المجتمعات المصابة به , سينعكس بوبائية أقوى في مدن ومجتمعات العالم الأخرى.

 

وهذا ربما سيدفع البشرية إلى السقوط في حبائل الحرب العالمية متوهمة بأنها المخرج الذي لا بد منه , مما يعني أن الأرض على شفا دوامة القتل المروع المتواصل الشديد , حتى تهدأ نيران الطائفية , وتستعيد المخلوقات رشدها ويدرك البشر أنه من فصيلة الإنسان!!

 

ترى لماذا تهب هذه العواصف السلوكية بين حين وحين من القرون والعصور؟!!