استيقظوا يااهل بغداد قبل فوات الاوان |
هل هي مصادفة ان ينزح شباب ورجال المناطق الغربية مع الاطفال والنساء من الرمادي وباقي مناطق الانبار في هذا الوقت وبعد مايقارب السنة من سقوط مدنهم بيد الدواعش, اين كانوا ؟ وماذا كانوا يفعلون؟وكيف كانوا يتعايشون مع الدواعش!!!؟ ان يتحروا الان من قبضة الارهابيين وبهذه الكيفية والكميات الهائلة من البشر ويتوجهون الى العاصمة تحديداً وليس الى المناطق المحررة او اي مناطق اخرى غير بغداد المكتضة " بالصفويين ",امر يثير الكثير من علامات التعجب والتساؤلات التي تبحث عن اجابات مقنعة.
والسؤال الاهم لماذا لم يلتحق هؤلاء الرجال بحشود ابناء السنة التي تروم الاشتراك بتحرير مناطقهم!!!؟؟
بعيداً عن العواطف والمزايدات الكاذبة نرى ان من واجب الحكومة الانتباه لهذا الامر الغريب والشاذ فأمن بغداد ياسادة اهم بكثير من سلامة وأمن اي منطقة او مدينة اخرى في العراق ,فالحكومة الاتحادية ومؤسسات الدولة ومراكز القرار فيها, وحدوث اي اضطراب او فوضى تخلقها الخلايا النائمة في العاصمة يعني سقوط العراق باكمله.
عملية النزوح بهذه الانسيابية الناعمة دون اي تدخل للدواعش اوايقافهم او حتى منعهم على اقل التقديرات من اجل استخدامهم كدروع بشرية كما تفعل دائما, قضية تحتاج لقراءة دقيقة, والا كيف يمكن لهم الاستغناء عن هذه الورقة الثمينة والمهمة والتي ربما تساهم بشكل كبير في تعزيز صمودهم في المعركة القادمة! وهل ممكن ان نقتنع بان عصابة داعش تفضل البقاء بقواتها ومعداتها مكشوفة الظهر وطريدة سهلة امام الجيش والحشد الشعبي المقدس؟ لااعتقد!!.
اسئلة كثيرة وخطيرة جاءتنا تزحف مع الملايين من البشر الى بغداد ؟ ماذا يحملون وماذا يدور في رؤوسهم ؟ لااحد يعرف!! والمقلق في الامر فقدان الكثير منهم للاوراق الثبوتية!!! حسب تصريح نائب رئيس اللجنة الامنية في بغداد السيد سعد المطلبي وهذا يعني صعوبة التعرف عليهم اوعلى نشاطاتهم قبل النزوح ؟.
هاهي اربيل تطالب كل من يدخل اقليمها للزيارة بكفيل يضمنه علاوه على خضوعه للتفتيش الدقيق حتى ان بقي على حدود الاقليم لايام تحت الشمس والمطر,مع ان اغلب الذهابين الى هناك اما من رجال الاعمال او مواطنين ذاهبين لقضاء الاجازة في مصايف كردستان , فكيف الحال ونحن بصدد نزوح مئات الالاف من رجال مجهولي الهوية من مناطق مازالت خاضعة للدواعش حتى اليوم وفي هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد.
فهل أمن اربيل أهم من أمن العاصمة وهل دماء الكرد اغلى من دماء العراقيين في بغداد!!؟؟
فلنترك خلافاتنا والمناكفات السياسية جانبا ونفكر بطريقة ناجعة لمعالجة هذه المشكلة الكارثية المتدحرجة الينا في بغداد, لاسيما بعد القرارالساذج حول الغاء قانون الكفيل للنازحين من قبل مجلس النواب العراقي يوم امس, رغم معرفتنا بان حتى نظام الكفيل غير مجدي ولايمكن السيطرة على هذه الاعداد الكبيرة من النازحين بعد ذوبانهم في مناطق بغداد.
لذا ارى ان من الافضل اقامة مخيمات كبيرة لهم خارج حدود بغداد وباسرع وقت ممكن ويبقون تحت المراقبة المستمرة من قبل القوات الامنية المرابضة على تخوم العاصمة او اقتصار الدخول الى بغداد على النساء والمرضى والطاعنين بالسن والاطفال الذكور دون سن معينة , اما الرجال والشباب فيخيرون بين الذهاب الى جبهات القتال لتحرير مناطقهم او البقاء في المخيمات.
|