تجسيد أخلاقيات مهنة الطب |
عند مراجعتي لاحدى طبيبات النساء في احد المستشفيات الحكومية في بلدي (العراق) شعرت بالطمأنينة والأمان و حينما سمعت ورأيت طبيبة النساء د. اخلاص منصور احدى استشاريات قسم النساء في مستشفى اليرموك التعليمي , ترفض وبشدة اجراء عملية اجهاض لأمرأة حامل تطلب منها اجراء هذه العملية, يرادف رفضها هذا نبرة صوت يدل على مدى شعورها بمسؤولية قتل نفس ووصفت اجراء هذه العملية التي لامبرر لها( بالارهاربي) وكأنها تحمل مسدساً تطلق ناراً على شخص ليموت اودهسه بسيارة او او او اي طريقة لقتل نفس بعمد . نحن بحاجة لمثل هذه القدوة ولمثل هذا الشعور بالمسؤولية تجاه ربها عندما ادت القسم المهني عند تخرجها من كلية الطب , هذه المهنة التي يشترط على كل من يريد ممارسة الطب أن يؤدي قسماً طبياً يقطع به عهداً وميثاقاً على نفسه بتطبيق بنوده، ويشتمل هذا القسم على الآداب المهنية التي ينبغي أن يلتزم بها الطبيب في مهنته في ضوء المفاهيم الإسلامية الداعية للطهارة والفضيلة وتحمل المسؤولية في ممارسة مهنة الطب. وهذا نص القسم في الدولة العباسية (أقسم بالله رب الحياة والموت، وواهب الصحة وخالق الشفاء وكل علاج، وأشهده على أن أفي هذا اليمين ،وهذا الشرط، وأرى أن المعلم لي هذه الصنعة بمنزلة آبائي وأواسيه في معاشي، وإذا احتاج إلى مال واسيته، وواصلته من مالي، وأما الجنس المتناسل منه فأرى أنه مساو لإخواني وأعلمهم هذه الصناعة إن احتاجوا إلى تعلمها بغير أجرة ولا شرط ، وأشرك أولاد المعلم لي والتلاميذ لي الذين كتب عليهم الشرط وحلفوا بالناموس الطبي في الوصايا والعلوم وسائر ما في الصناعة، وأما غير هؤلاء فلا أفعل به ذلك وأقصد بجميع التدبير بقدر طاقتي منفعة المرضى ، وأما الأشياء التي تضر بهم وتدنى منهم بالجور عليهم فامنع منها بحسب رأيي .. ولا أعطى إذا طلب مني دواء قتالاً ولا أشير أيضاً بمثل هذه المشورة ، وكذلك أيضاً لا أرى أن أدنى من النسوة فزوجة تسقط الجنين، وأحض نفسى من تدبيري وصناعتي على الزكاة والطهارة ولا أشق أيضاً عمن في مثانية حجارة لكن أترك هذا إلى من كانت حرفته هذا العمل…وكل المنازل التي أدخلها إنما أدخل إليها لمنفعة المرض وأنا بحال خارجة عن كل جور وظلم وفساد إداري مقصود إليه سائر الأشياء ، وفى الجماع للنساء والرجال الأحرار منهم والعبيد، أما الأشياء التي أعانيها في أوقات علاج المرض أو أسمعها أو غير أوقات علاجهم في تصرف الناس من الأشياء التي لا ينطق بها خارجاً فأمسك عنها وأرى أن مثالها لا ينطق به). فمن أكمل هذا اليمين ولم يفسد منها شيئاً كان له أن يكمل تدبيره وصناعته على أفضل الأحوال وأجملها وأن يحمده جميع الناس فيما يأتي من الزمان دائماً ومن تجاوز ذلك كان بضده؛. فعند تجنب الممارسات المحرمة: ويتمثل ذلك في الإجهاض أو الجراحات التي يتأتى من ورائها الغرر يدور في نفس المفهوم الأدبي والأخلاقي المشدد على الالتزام بقدسية المهنة وعدم الخروج عن حدودها المرسومة. و تمثل هذه الصفة التي لابد وان يتصف بها ممارسي مهنة الطب احى الصفات السبع التي تنص على( السابعة: أن يكون مأموناً ثقة على الأرواح والأموال لا يصف دواء قتالاً ولا يعلمه، ولا دواء يسقط الأجنة، يعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج حبيبه) ..وعليه فأن -المسؤولية الطبية: الأصل في كل عمل الإتقان وألزم ما يكون الإتقان للعمل الطبي، نظراً لتعامله مع الكيان الإنساني المتصف بالروح والحياة، ولذا كان من الأمثال السائرة (اعمل في هذا عمل من طب لمن حب؛ واقترن بذلك مسؤولية الطبيب عن عمله المهني، يقول صلى الله عليه وسلم) من تطبب ولم يكن بالطب معروفا فإذا أصاب نفسا فما دونها فهو ضامن؛. ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ( من تطبب ولم يعلم منه الطب قبل ذلك فهو ضامن)….فليكن جميع الممتهنين بما يحبه ان يكون عليه الله عز وجل ورسوله الصادق الامين محمد(ص) …..ولاسيما الممتهنين بمهنة الطب؛.
|