يطلب العافيهْ من شثاثهْ |
جاء في كتاب افواه الزمن للكاتب ادواردو غاليانو، انه في شهر آذار من سنة 2000، القى ستون هايتياً بانفسهم في مياه البحر الكاريبي، على طرف طوف مرتجل، الستون ماتوا غرقا، ولانه خبر روتيني، لم يهتم به احد، من ابتلعتهم المياه كانوا جميعهم مزارعي رز، وكانوا يهربون يأساً، في هايتي، تحول مزارعو الرز الى مبحرين في اطواف اوالى متسولين، منذ ان حظر صندوق النقد الدولي الحماية الحكومية المقدمة الى الانتاج الوطني. الآن تشتري هايتي الرز من الولايات المتحدة، حيث صندوق النقد الدولي الذي نسي، لانه مشغول جدا، ان يحظر الحماية التي تقدمها الدولة في الولايات المتحدة للانتاج الوطني. وهاهو رئيس الوزراء يجتمع مع نفس الصندوق، ولا اعتقد انه سيرفع الحماية الحكومية عن منتج عراقي ما، لان الحماية الوطنية رفعت بمجرد دخول اميركا الى العراق، فصار العراق يستورد الاغذية باجمعها، لم تعد الحكومة تدعم منتجا زراعيا او صناعيا،ومارحلة رئيس الوزراء الى اميركا الا كرحلة الذين يطلبون العافية من شثاثة، وشثاثة تقع بكربلاء، على حدود عين التمر وتعرف بكثرة البعوض، يقال انه لم يذهب اليها احد الا وعاد محموما. السيد رئيس الوزراء ذهب من اجل امور متعددة، اولها التسليح، وهو يعلم ان اميركا، لن تزوده بالطائرات، حتى وان كان قد دفع ثمنها، وربما طرحت عليه فكرة اعارة الفانتوم للعراق، وثانيها الدعم الاقتصادي وهو يعلم ان اميركا ستحيله على صندوق النقد الدولي، الذي سيرشده الى ازالة الحماية عن اسعار المشتقات النفطية، وازالة الحماية عن الكهرباء، وربما خصخصتها، اما المزروعات، فسنضطر آنفا لاستيراد الخس من الولايات المتحدة، وربما البطيخ والرقي، وسيلقي فلاحونا انفسهم في الخليج ليبحثوا عن المحار والردى، كما بحث السياب من قبل. نظام اعارة الطائرات الذي طرحته اميركا، هيمنة اميركية جديدة، ربما تعير اميركا الطائرات للعراق بطياريها، وبالتالي تقنع العراق بانه ليس بحاجة الى تدريب الطيارين، خصوصا وهو يمر بمرحلة تقشفية خانقة، اعتقد انها ستطيح ببنية الدولة العراقية، وستجعل من مجلس النواب عبءا على العراقيين، وسيتجه الرأي العام العراقي الى النبش في الدفاتر القديمة، فهذه من صفات التجار الخاسرين يقولون عنهم انهم( يدورون دفاتر عتيكه)، وقد زخر تراثنا بحكايات كثيرة عن التجار اليهود، هؤلاء من يعود دائما الى الدفاتر العتيكه ، يبحث ويدقق، علّه يجد مبلغا هنا متروكا عند احد الاشخاص او مبلغا هناك. ربما صحا الشعب العراقي، والقى القبض على مسؤوليه، وساءلهم بلجنة هو يؤلفها، عن المليارات التي نهبت، وصارت املاكا وارصدة في دول اخرى، مادعا بعضهم لشراء اليخوت والتمتع باموال هذا الشعب المظلوم، لسنا بحاجة ماسة الى سيطرة صندوق النقد الدولي امام 200 مليون دولار يتصدق بها علينا، ربما كانت عمولة بسيطة لاحد تجار السياسة، اموال الشعب لديكم فارجعوها، اصغر مسؤول يمتلك ارصدة خيالية خارج العراق، وعلى الشعب العراقي ان يكون جادا في هذا الامر، ويمسك العصا من مسعود واولاده الى المالكي وابنه، الى الافعجي والابعجي، والشهرستاني، والباذنجاني، وعلاوي وبلاوي، والنجيفي والخريفي وسواهم ممن نهبوا اموال العراق.
|