صم .. بكم ..لا ينظرون

 

 

بعد ثورة العشرين ودور المجتمع بالتصدي لتحديات الاحتلال وعواقبه المستمر لوقتنا الحاضر وأيضا كثرة المديات السياسية المختلفة والمعاصرة وتغير الحكم الملكي واقامة الجمهورية اعتمدت مبدا الحرية في اختيار الشعب او حكم الشعب للشعب بأسس ديمقراطية تخلو من التحيز الطائفي والمذهبي كما لا نراه الان، لذا فكثرة التغيرات أصيب المجتمع بحالة مرضية من عدم الاستماع والكلام بمطالبة بحقوقهم المشروعة بالدستور وعدم الرؤية لحالة الدمار التي يشهدها البلد منذ أكثر من قرن.

 

إذا هل هناك علاج لهذه الامراض؟ وهل يمكن تصور المجتمع العراقي يتوحد ويتخذ الاجراءات الازمة كما اتخذها سابقا؟

 

ان تزامن الاحداث والحروب المتتالية خلقت سياسة احتكارية يتخذها السياسيون لحماية أنفسهم سوى بصعيد حكومي او شخصي واعتمدهم على مبدئين الاول عملية الكر والفر بأصعب المواقف والثاني الصياغات الكلامية المنمقة لاكتساب أكبر عدد من المعجبين والمتملقين لجانبهم وتأسيس كتل وأحزاب ومنظمات تعمد بعملها خلق فتنة تؤجج الروح القتالية بين أطياف المجتمع لإرساء وظيفة التنازع بصوت الحرية، لذا فأغلبية المجتمع لا يتكلم او يسمع او يتحدث للمطالبة بحقوقهم وحقوق أطفالهم التي انعدمت جراء عدم الاكتراث والمبالاة لقوة الاستبداد السياسي المنصب ثقله على كاهل الطبقات المتوسطة والفقيرة واضعاف روح العزيمة والإصرار اللتان كانتا سابقا متوهجتين بأعلى الدرجات ومتقوقعين داخل انفسنا لا نتحرك ولا تتأثر ولا تغير من طبيعتنا المتميزة والمختلفة عن باقي اجناس المجتمعات العربية والعالمية بنحو مختلف من الوطنية الحرة الملامسة لنور الحق وزهق الباطل، فالأمراض كثيرة وانتشارها بات واضحا لإصابة العقل والفكر بصم والبكم والعمى وبحدود واسعة الانتشار بهدف تعميم عامل الجهل والتخريب بالثقافة العامة والوطنية وتغير الصفات القومية لتدعيم روح التنازع والقتال بين أطياف المجتمع، فكل هذه التغيرات لا يمكن علاجها او صنع علاج لها لن المرض رباني والعلاج رباني، وكما نعرف ان الفكر لا يتجزأ من روح الانسان وكذلك عقله لأنه مسؤول عن وضع الخطط المناسبة لبناء حياته وحياة مجتمعة وعلى اصعدة ديمغرافية تتميز بحدة الوقت، فغفلة المجتمع ليست فطرية وانما مكتسبة لتطور وتصاعد الازمات المتتالية وبشكل ينافي العقل ودخوله بدوامات تعبق برائحة البارود والدم منذ مئات السنين ولاختلافات أصبحت تأريخ واليوم جددت تفاعلاتها باحتدام الأفكار السلبية بين اراء وسنن وضعها مؤرخين لدلالة زمنية ومكانية والاستفادة من تجارب السابقين ولكن ترجمت الى الأسوأ وأصبحت تاريخ الحاضر والمستقبل لكثرة الاختلافات، وكما حدث في التاريخ الغربي بين الطوائف المسيحية وسيطرة الطائفة الكاثوليكية على الفاتيكان وفرض قوانين تطغى على باقي المجتمعات، والان تجدد العهد وأصبحت صور الهرطقة الإسلامية والمتميزة بأساليب يعجز الوصف عنها واصبح المجتمع بحالة من الخمول والنسيان والفتور بين أوسط المجتمعات وذلك لكثرة الانتماءات المذهبية والدينية المتفرقة والمتجذرة في داخل عقلنا وفكرنا المحدود باتجاهات تخلو من عامل التخطيط والبناء للنهوض بدولة تنطق بها أصوات الحق والمطالبة بحقوقها. اذا الاثار السلبية الواضحة جراء الانتكاسات والقرارات المتخذة بدون عقل او فكر خلقت حالة من الخمول بنفسية المجتمع وللقضاء عليها اتخاذ بعض الخطوات المرجحة للسيطرة على انعدام ابداء الراي والمطالبة بحقوق المصلحة العامة وتغير حالة البلد تكمن بسياسات الناجحة ضمن ستراتيجية مخطط لها لضمان ارتقاء حالة التدهور والانحطاط العمراني لمؤسسات الدولة والنهوض بها على نحو مختلف يخالف السياسات السابقة وكذلك وضع اقتراحات متباينة لرسم الحدود بشكل معقول بمواد الدستور التي لا فائدة لها والعمل أيضا على تشريع قوانين يشرعها مجموعة خارج السـلطة التشريعية وتكون مستقلة التي تتخذ اراء واحتياجات المجتمع حسب قياسات الشارع ومن خلال استطلاعات راي واستبيانات تعمد بأساسها تحريك روح الحرية والديمقراطية وبمفهوم عام.