وهل يسامح العراقي من اساء اليه....؟

تربينا منذ نعومة اظفارنا على الوفاء وهي الصفة الغالبة في المجتمع العراقي بشكل عام او خاص ولدينا اقوال شعبية كثيرة بهذا الخصوص نختار منها واحدا يكاد ان يكون ضيفا على كل عائلة عراقية : (صاحب الاولة ما ينلحك) بمعنى اننا لا نستطيع مجازات و مجاراة من يحسن الينا اولا مهما فعلنا له ، نبقى، بنظرنا، مقصرين بحقه ، وهذا القول يعكس منتهى الوفاء والاصالة العربية والبدوية فينا كشعب عربي مسلم وكل شخص او عائلة عراقية لديها او تتذكر الكثير من الاقوال او الوصايا الخاصة باجدادنا وسلفنا العظيم بالالتزام بالوفاء واحترام الجانب الاخر و اولي الامر منا ...!؟
والملفت للنظر وما يحتاج وقفة طويلة وتمعن واستذكار ان تلك الصفات لا تتوفر في ساستنا الذين نختارهم بانفسنا ونوصلهم الى اعلى المراتب والمناصب مع اننا نصر الى اختيار الاحسن والافضل والانقى اصلا واخلاقا ، ولا ندري هل هذا الانسلاخ من الوفاء هو عنصر متأصل في شخصياتهم ام مكتسب واذا كان مكتسبا فما هي الاسباب التي ادت الى ذلك الاكتساب المنحرف...!؟...وهل يتأتى ذلك من جهل في قراءة الموقف السياسي والاجتماعي و الاقتصادي في العراق ام نكرانا مجردا للجميل ام طمعا في الامتيازات النيابية ...! ان نكران الجميل والاستخفاف والعمل العكسي ضد الشعب وخصوصا الفقراء صار ظاهرة يتبناها النواب في كل دورة نيابية حتى اصبحت عجيبة من عجائب العصر السياسي والتي تلفت نظر الانسان البسيط والمتعمق بالسياسة على حد سواء وفي جميع الاوساط الشعبية والسياسية في العراق بشكل خاص والعالم بشكل عام.......!
مثال بسيط عن هذا الاستخفاف والحقد والاحتقار ونكران الجميل القادم من ساستنا نحو نحور الشعب العراقي ورغيف خبز الفقراء المستهدف دوما يتلخص بموقفهم المتخاذل من شطحة وزير الكهرباء المخلص جدا لهذا الشعب المبتلى، ومع معرفتنا المسبقة من ان لهذا الرجل اجندة سياسية بالعمل المغاير للطريق السياسي المرسوم وتعطيل عمل رئيس الوزراء الاستاذ حيدر العبادي والاساءة اليه وتشويه صورته امام الشعب العراقي وهذه حالة مسبوقة تكمن تحت عنوان المعارضة الخضراء المختومة بالختم المصرفي الاخضر القادم من خارج الحدود و قد رصدها الشعب من قبل وخلال حكم السيد المالكي لدورتين وصراعه مع هؤلاء السائرين بالطريق المعاكس لتطلعات الشعب والحكومة والذين باعوا نصف العراق لعصابات داعش من لوبيات الفنادق الراقية في عمان واربيل ...!
اصبح التعدي وتهميش الشعب العراقي شيئا عاديا و مألوفا جدا لمسامع وعقول ابناء العراق حتى وصل الى حالة تشير الى الانفجار و لا يمكن السكوت عنها هذه المرة حيث فاق التعدي  المألوف وتخطى الخط الاحمر حين وصل العظم لانتزاع الجلد وما يليه من ملابس الشعب العراقي حين ضرب السياسيين صوت الشعب العراقي وحتى المرجعية عرض الحائط واصطفوا بجانب سياسة التقريع والتجويع وتهميش الشعب العراقي بشكل كامل....وما بقي لدى الشعب العراقي الملابس فقط ، لينزع الشعب العراقي ملابسه من اجل راحة ساستنا وهذا واجب علينا مادام الانسان سيلاقي ربه عريانا .....!!...ومع تضحيات الشعب العراقي الكثيرة وهو لا يعرف سببا معقولا لهذا الموقف العدائي المبيت مسبقا لحد الآن....!... ولا اعتقد ان تسلم الجرة هذه المرة ....ان الشعب العراقي لا ينسى من خذله ومن اساء اليه وسيكون العقاب شديدا هذه المرة ان استمر ذلك.....ادعو كل قلم شريف ان يكون رصاصة بصدر من يستصغر العراق وشعبه ويخسأ من يفعل ذلك.....!؟.
اعانك الله يا عراق...!