الشباب مشكلة الحاضر وكارثة المستقبل |
منذ أن خلق الله البشرية الى اليوم فئة الشباب في المجتمعات والدول المختلفة هم عمادها وقوتها وعزتها حقيقة معروفة يفهمها الجميع . لكن العمل بهذه الحقيقة يختلف بين دول العالم , خاضع لمفاهيم مختلفة واساليب متنوعة , حسب الافكار والمعتقدات الدينية والدنوية التي تعتمدها الدول . هذه الشريحة الاجتماعية المهمة تتأثر سلباً وايجاباً بتلك المفاهيم . هناك إجرآت وأسس وثوابت لبناء هذه الشريحة الاجتماعية المهمة وكيفية توجيهها وصياغتها كي تكون فاعلة بشكل ايجابي في محيطها العام , نرى الدول المتطورة القوية اقتصادياً والمزدهرة علمياً تعطي الاولوية للتعامل بشكل علمي ومنطقي وسليم لهذه الفئة , لأن هذه الدول مقتنعة وتعرف تماماً بأن الشباب هم من سيقود المجتمع المتواجدين فيه نحو الازدهار والعز أو التخلف , تبدأ عملية البناء منذ الطفولة تقع على عاتق الدول رعايتها من الناحية الصحية وتوفير المستلزمات المطلوبة ودعمها من الناحية الاقتصادية , قبل ولادة الطفل تجري رعاية الام والجنين لحين الولادة وبعدها يكون الاهتمام بالطفولة ورعايتها في مجالات عدة غذاء دواء ملابس وامور اخرى واحياناً توفير مراكز حضانة وهذا الغالب في مراكز المدن ومراكز المحافضات بالنسبة للعراق والدول النامية اما في الدول المتقدمة يكون ذلك اكثر شمولية . تأتي بعد ذلك مرحلة حضانة الطفل في المراكز المتخصصة وتهيئة هذه المرحلة تتفاوت من مجتمع الى آخر ومن دولة الى غيرها ومن زمن الى زمن في الدولة او المجتمع نفسه . في العراق مثلاً فترة الستينيات كانت الدولة العراقية تقوم بفتح مراكز لرياض الاطفال في مراكز المدن والقرى والارياف مجاناً الغي هذا الاجراء من قبل الدولة وضل مقتصراً على القطاع الخاص , عموماً هذا الحال خطوطه البيانية متغيرة تبعاً للحالة السياسية والاقتصادية لعموم الدول والمجتمعات . علم النفس يؤكد على ان شخصية الطفل يبدأ تكونها في عمر السبع سنوات في هذا العمر الكثير من دول العالم يبدأون ادخال الطفل في المدارس . وهذا شيء ضروري تتكفله الدولة والمجتمع . مراكزالتعليم تتدرج حتى المراحل النهائية , وهذه الحالة وجودتها ايضاً مرتبط بأمكانيات الدول والمجتمعات والتعامل معها ضمن وعيها ودرجة تطورها ومفاهيمها السياسية والفكرية الدارجة , نلاحظ في العراق أن الرعاية لهذه المراحل قديماً أفضل من الوقت الراهن , تبدأ من توفير التغذية المدرسية وتوفير المستلزمات الاخرى مثل المكان والكتب والقرطاسية والكادر التعليمي وغيرها , بمرور الزمن تقلصت هذه الامتيازات مثل الغاء التغذية المدرسية وغيرها من الامور , أن هذا الحال يعتمد بشكل كبير على موضوع التخطيط الذي تتبناه الدول ,واهم مسألة في ذلك المعتمد والمعمول به . هو عملية الجرد السكاني لكل فترة زمنية , يعتمد هذا الاسلوب في العراق كل عشر سنوات كان هذا قبل الاحتلال . يستلزم البناء وتوفير المستلزمات في كل ميادين الحياة منها التعليم وحسب النسب السكانية المتحققة والمتوقعة . تجاهل هذا الموضوع يعني الضرر الكبير في كافة مجالات الحياة الاجتماعية وسيشكل قصور وازمات واختناقات كبيرة في حياة الشعوب والدول وازمات لا يمكن تجاوزها على ذلك يعاني العراق حالياً من قلة عدد المدارس . وهذا يفرض حالة سلبية غير صحيحة , كان في الماضي دوام واحد لكل مدرسة , اليوم ترى معظم مدارس العراق الدوام فيها لوجبتين او اكثر ويحتوي الصف الواحد على ستين تلميذ بينما في الماضي كان لا يتجاوز عدد التلاميذ الخمس وعشرون , مما يعطي للمدرس الوقت الكافي لمتابعة تلاميذه وإيصال المعلومة الدراسية بشكل يسير وسهل . بعد ان تتخرج هذه الجموع من الطلبة من مراحلها الدراسية المقررة معاهد وكليات . من هنا تبدأ المشكلة التي يعييشها الشباب المتخرج بعد هذا الجهد الجهيد الذي قامت به الدولة وذوي هؤلاء الشباب من توفير المستلزمات والمتطلبات المالية الثقيلة التي تحملتها عوائلهم من البداية وحتى مرحلة التخرج , تحلم هذه العوائل وتتمنى ويحلم الشباب بالوظيفة واحتلال موقع يتناسب و تحصيلهم العلمي . هنا تبدأ الكارثة في العراق وغيره من الدول المتخلفة وأؤكد على العراق اكثر من دول العالم المتخلفة الأخرى كون العراق يمتلك ثروات نفطية كبيرة وغني جداً بالمقارنة مع الدول الأخرى لذا فهو قادر حتماً على ايجاد فرص عمل كثيرة ومختلفة وقادر على الاستفادة القصوى واستثمار شريحة الشباب اكثر من غيره . باستطاعة العراق أن ينشأ الكثير من المعامل والمصانع والشركات والمشاريع لتوفير العمل الذي يظمن حق هؤلاء بالعيش الكريم وبناء عوائل مستقرة وسليمة فاعلة ايجابياً في مجتمعها ومحيطها الذي تعيش فيه . في العراق سابقاً كانت هناك عدالة في توفير فرص العمل . هناك دائرة مختصة تعمل على ذلك منوط بها رعاية هؤلاء الشباب وتوفير الوظيفة المناسبة لهم تسمى ( مجلس الخدمة ) وكانت هناك بداية نهظة صناعية ومشاريع مختلفة تستوعب هؤلاء الشباب . البطالة في العراق كانت منخفظة لا بل كان العراق يستوعب الكثير من ابناء الدول العربية والاجنبية مثل الاردنين والمصرين والايرانيين والهنود والباكستانيين وغيرهم , المشكلة اليوم وخاصة بعد الاحتلال تم تدمير كل شيء الصناعة ومنشآتها الصناعية الواسعة والكبيرة ليس من قبل الاميركان لكن من قبل من يحكمون ويديرون العملية السياسية , وكذلك الزراعة تراجعت بشكل مخيف , منهج منظم لتدمير البنية التحتية للعراق , الحصول على الوظيفة او فرصة العمل بالنسبة للفرد العراقي اصبح من المعجزات الحصول عليها , كلها اصبحت بأياد غير امينة تسيطر عليها الاحزاب والكتل الحاكمة السياسية . من يريد الحصول على وظيفة إما عليه الانتماء لهذه الاحزاب المشكوك بولائها للوطن اودفع مبالغ مالية كبيرة مقابل الحصول عليها . مثلاً صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي قائد احدى الكتل السياسية الحاكمة أحد منتسبي كتلته المنسب بمنصب وزير للتربية والتعليم سابقاً الا يعلم بأن من يتعين في هذه الوزارة يدفع مبالغ مالية كبيرة وهل صالح المطلك لا يعلم بذلك أم لهم نسبة بهذا المردود المالي الغير مشروع والغير شريف , هذا المثال يقاس عليه لبقية وزرات ودوائر الدولة العراقية , المتعيّن بهذا الاسلوب كيف سيتصرف ويتعامل مع الناس , المشكلة الاخرى في الماضي للعاملين في القطاع الخاص من ثلاثة عمال فما فوق لهم حق الضمان , واليوم القانون موجود ولا احد يعمل به , وزارة العمل والشؤون الاجتماعية نتيجة الفساد الاداري تتجاهل هذا الموضوع تماماً كثير من المدارس الاهلية في بغداد والذي تظم اعداد كبيرة من العاملين تتجاوز السبعين شخص والشركات الاهلية المختلفة و المتعددة , تدفع ( المقسوم ) كي لا يعمل بهذا القانون ويبقى المنتسب بلا ضمان ولا حقوق مستقبلية . خريجي الكليات الخاصة مشكلة اخرى في العراق . من الصعوبة قبولهم في دوائر الدولة , بالرغم من التكاليف المالية الباهظة التي تحملها ذوي الطلاب ولا تتحمل الحكومة اي شيء , تمتنع الحكومة عن تعين هؤلاء بحجة انهم خريجي كليات اهلية , طيب لماذا توافق الحكومة على فتح وتأسيس مثل هذه الكليات , الحديث في هذا المجال ذو شجون مقرف ومثير للسخط . العراق دولة عمرها 94 عام اليس لها تجاربها الخاصة بها في كيفية التعامل مع المفردات الاجتماعية وطرق الحفاض عليها وتطويرها أم رميها في المزابل , ام اسسنا الدولة في عام 2003 عام الاحتلال المجرم . هي المؤامرة تدمير العراق وشعبه في كافة المجالات والميادين يشترك فيها الاستعمار الغربي على رأسهم اميركا المجرمة واسرائيل وايران والرجعية العربية . كل من يسيء للعراق وشعبه في ابسط أموره محسوب على هؤلاء المجرمين وغير مغفور له . |