العراقيون يعانون من هدر ونهب ثرواتهم ، والنهابون السارقون في مأمن وهم ياخذون اموال الشعب علانية والشعب يهتف ويصفق لهم لانهم متشرعون خيرون يعرفون الله صائمون النهار وقائمون في الليل . تصنف المنظمات الدولية وخاصة منظمة الشفافية العالمية بان " العراق يحتل المرتبة الاولى في نسبة الفساد " بين دول العالم ،والبلد في قبضة الاسلامين منذ اكثر من عقد ، وعرف الفساد في اواخر حكم نظام صدام حسين بفترة التسعينات القرن العشرين ابان الحصار الاقتصادي الذي فرض على البلاد لكنه سرعان ما استشرى واصبح ثقافة مواطن وفرد بعد " الغزو - او التحرير من حكم دكتاتور " عام 2003 ومستمر الى الان دون محاسبة او تدخل من الهيئات المعنية بشكل جدي . يعاني العراقيون اليوم من افة الفساد كما هم يقاتلون الارهاب وداعش في سوح الوغى بسبب حكومات توجت بعرش العراق بسبب فتوى او مساعدة خارجية او تدخل سفير ما . الشعب العراقي لم ياتي بهكذا اشخاص غير نزيهن امثال وزير التجارة السابق فلاح السوداني او برلماني يطبب نفسه باموال الشعب ، الشعب الذي عانى الحرمان والسجون والظلم طيلة عقود واسير الامن والجوع هل بمقدوره ان يميز من يمثله ؟ .. الشعب العراقي انتخب اسماء القوائم التي تدعي الاسلام " الشيعي - السني " الشخصيات التي تنتمي لهذه الاحزاب فهؤلاء لم يقصروا ابدا فبذلو كل جهدهم لتدريب ابنائهم من ابناء الوطن على افضل اساليب الاختلاس والفساد وبشتى الطرق حتى الموظف البسيط عندما يطلب منك الرشوة وتنتقده يردك بالقول تحاسبني انا والكل ياخذ . الحكومة تمثل الاب للشعب فهي ترعاه وتدله على الطريق وجادة الصواب عن طريق التعليم الجيد والاعلام الهادف والرعايه الاجتماعية وفرص التنمية ودعم منظمات المجتمع التي تعمل على اسس منهجية صحيحة ، فهذا كله لم نجده في حكومات ما بعد عام 2003 فاول عمل لهم كان الشرخ الكبير الذي مزق العراقين هو تكريس الطائفية والمذهبية بشكل علني وواسع بعد ان شهد العراقيون التعايش السلمي بكافة اديانه وطوائفه وكانهم عائلة واحدة على مدى الازمان ، والتعليم الذي جعل اكثر العراقين بين ليلة وضحاها يحملون شهادات عليا ليس في العلم ويخدم البلاد بل في سيرة رجل دين او انساني غيبي . والاعلام المبعثر فمئات الصحف والفضائيات ومحطات الاذاعه ليس الا عبارة عن منشورات اخبارية ضيقه يسرق بعضها من بعض لا ذوق ولا طعم وبعيدتا عن الهدف الوطني . وشبكة الرعاية الاجتماعية احتلت المؤسسة الاولى في الفساد والاسماء الوهمية ، ومنظمات المجنمع المدني التي تعود لاحزاب وشخصيات نافذه في البلاد عبارة عن دكاكين لكسب المال على الام ومعاناة النازحين والمراءة المسلوبة الحقوق. فرح العراقيون وصفق للدبابة الاميركية وانا منهم عند اجتياحها لارض الرافدين لكي تسقط اعتى دكتاتور عرفته البشريه وكان الحلم كبيرا لكنه لم يدم .. سقط التمثال ونحن فرحين لكننا اليوم تعتصر قلوبنا لنجد وسيلة لنسقط بها دكتاتورية الفساد ، حاملي الجوازات الاجنبية ويحكمون بلادنا ويتحكمون بمصيرنا وينهبون ثرواتنا باسم الدين والشرع . يتصور الجميع ان الاموال التي تسرق من العراق لحساب اشخاص هم مغتلسيها بل هنالك مؤسسات ومكاتب سياسية ودينية تشرع لهم هذه السرقات من خلال التبرع لحزب ( فلان الجهادي - والكتلة الدينة ) فاموال العراق ساعدت دول لتدير حروبها وصراعاتها لكن هذا الشعب لا ينطق كلمة من جوعه والحكم الشرعي المنزل. إذا كانت ألدوله العراقية الحالية, وسلطتها المتمثلة بالغالبية العظمى من القيادات والأحزاب الاسلاميه, مشغولة وقلقه, ومسخره كل إمكانياتها وآلاتها العسكرية والمدنية ,مع حليفتها أمريكا وبقية دول التحالف ,في محاولة جاهده للقضاء على داعش واجتثاث جذوره ومنابعه . إلا أنها بالمقابل تغض الطرف وترخي العنان للمفسدين المارقين العابثين بالمال العام و وبرزق المواطن ولقمة عيشه وتبذير موارده, وبدون ان تقدم دعما خدميا ونفعي ينعكس على حياته ومستوى معيشته , الا تعتبر هذه حربا عبثيه على المواطن العراقي الذي ابتلى اصلا بنار الارهاب العسكري وبجحيمه ودماره وما يزهقه من ارواح بريئه مسالمه في محرقة الموت اليومي ؟,والتي تضع الدوله كل ثقلها وامكانياتها من اجل محاربته والقضاء عليه. ان فساد الاسلامين في العراق ( شيعه - سنه ) سيمهد الطريق لصعود كتله اخرى وهي علمانية ليبرالية اذا اراد الشعب ان يقول كلمته ، فالانسان باخلاقه وقيمه اسمى من اي شيء اخر .
|