بين كوباني والرمادي ثمة فرق كبير !!!

كوباني منطقة صغيرة مهملة تقع على الحدود السورية التركية وعدد نفوسها لايصل الى عدد نفوس اصغر ضاحية في مدينة الرمادي وهي بالاساس كانت عين ماء يتزود منها البدو الرحل والعابرين بين البلدين بالماء , تعرضت هذه القرية الصغيرة الى هجوم عنيف من داعش ومن كل الجهات وبمختلف الاسلحة النارية لكنها صمدت وفضلت الموت على الهزيمة ومع قلة العدد وقلة الناصر وكذلك قلة الرجال تمكنت (200 ) امراة من كوباني التصدي للدواعش وافشال هجومهم لا بل دحرهم وطردهم بعيدا عن القرية بعد الحاق الهزيمة المنكرة بهم واجبرت تلك النسوة التاريخ ان يقف باحترام لنسوة باسلات وينحني اجلالا  لهن ولشجاعتهن ويسجل نصرهن بمداد من فخر في حين مدينة الرمادي اكبر من كوباني بعشرات المرات وفيها من النساء والرجال ما لا يمكن المقارنة بين عددهم وعدد المقاومات في كوباني اللواتي صمدن بوجه هجومات داعش رغم قساوة الظروف وتقلبات المناخ وحققن نصرا مؤزرا عليه وواجهن داعش والموت وجها لوجه ولم يقمن بالنكوص او التراجع في حين لم يفعل رجال الرمادي ونساؤها شيئا لمواجهة داعش وفضلوا جميعا حمل ماخف وغلا  واوراحهم وترك المدينة بموجات بشرية تثير الدهشة والاستغراب من اهل مدينة هربوا من عدو لم يروه ولم ينتظروه ولم يفكروا بالتصدي له لا بل ولم يعرفوا حتى قوته وامكانياته التي ربما تكون اقل من امكانياتهم وهو اقل منهم عددا حتما وبالمقارنة مع مقاومات كوباني ومهزومين الرمادي يكتشف المرء من دون عناء ان العزيمة والاصرار والشجاعة وقرار المواجهة ومواحهة المصير مهما كان الموجودة في قلوب نساء كوباني لم يكن لها وجود في قلوب اهل الرمادي نساء ورجالا وهزموا من داخل انفسهم قبل ان يقوم داعش بهزيمتهم .
ان نزوح الانبار درس يجب التوقف عنده والنظر اليه من زاوية واقعية مع الاخذ بالاعتبار صمود نساء كوباني واستبسالهن واصرارهن على عدم السماح لغازي بدخول قريتهن واجراء المقارنة الواقعية بين الحالين مع ملاحظة عامل الشعور بالمواطنة وعمق الانتماء وفكرة الدفاع عن الوطن التي توفرت في مكان واللامبالاة والانهزامية وعدم الاحساس بالانتماء للوطن التي توفت في مكان اخر وادت الاولى الى صد عدو غازي ومنعه من تدنيس وطن في حين افضت الثانية الى دخول عدوا واستباحت وطن بدون قتال بعد ان تخلى عنه اهله وتركوه غنيمة باردة لعدو غازي . تحية لكوباني المنتصرة بصمودها و ..