دقيقة من وقـتـك ! |
تعني كلمة الأغتصاب " سلب الشيء من صاحبه عنوة " ، وهي كلمة فضفاضة وتحمل عدة أوجه ، وتنتهي بالسلب ، فأخذ الشيء من صاحبه بالقوة يعد اغتصابا ، فربما تغتصب أرضاً من صاحبها ، أو ُتغتصب فتاة فتفقد شرفها .
الوجه الأخر للاغتصاب ، وهو " الفكري " ، ويؤدي إلي نفس المعنى ، فأما يتم بسلب حرية دينية أو فكرية أو عقائدية لمجموعة ما تعيش بنفس المجتمع ، أو إقصاءهم وعدم الاعتراف بهم كوجود ، أو اغتصاب فكرة أو اختراع ، وتؤخذ من صاحبها وتسجل بأسم آخر " المغتصب " ، أما الزني الفكري ، فهو وضع كلمة سيئة " عاهرة " بالقوة وغرسها برحم عقل الإنسان المتلقي ، كطالب المدرسة أو مشاهد القنوات الفضائية ، أو خطبة بمسجد أو جامعة ، وأن تصدق وتؤمن بها وبنظريتها ، ويعد هذا الموقف أيضاً اغتصابا فكرياً ، ولو حدث هذا سينتج عنه ولادة فكرية شيطانية وغير أخلاقية ، كالقتل والإرهاب والاغتصاب والنهب ونشر الفساد والدمار والأقصاء ، وتمثل كل تلك نزعات الشيطان في الأرض ، كما فعل قابيل عندما قتل أخيه هابيل وأقصاه ، كذلك سلب القلم بالقوة " الرأي " من صاحبه يعد اغتصابا للفكر ، وحالياً نعيش الغزو الثقافي من قبل القنوات الفضائية ، والتي يصل عددها بالألاف ، ويعد اغتصابا فكرياً ، والقصد منه ، زرع أفكار عاهرة برحم عقولنا ، لكي تحبل وتحمل مستقبلاً ، وينتج عنها جيل مائع وضائع وبدون هدف .
الأغتصاب الفكري الديني : قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : " لا إكراه في الدين " ، أي لا عنوة أو إرغام على القبول بفكرة الدين الإسلامي أو المعتقد بالقوة ، وهذا سمو وعظمة بالمشرع نفسه ، وهو أن تؤمن بالشيء برضى واقتناع وأريحية ، وقال الله موصياً الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه الكرام : " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " أي كن ليناً ومرناً بابتسامة وعفو وأخلاق كريمة كي تحتوي قلوبهم ، لذا عرفت الإنسانية إن رسالة الأنبياء هي " تعليم مكارم الأخلاق " ، وهي بوضع الكلمات الجميلة والطاهرة بأرحام عقول البشر وبرضاهم ، ككلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها بالسماء ، وكزرع طيب يؤتي أوكله الجميل المثمر.
|