المثلية الجنسية والحيوانات!!
 
اسمع منذ مدة طويلة تبرير بعض مروجي اللواط والسحاق "المثلية الجنسية بالمصطلح العصري المهذب" خاصة عندما نقول لهم إن هذا السلوك يتجاوز الحيوانية بأشواط فحتى الحيوانات لا تفعل ذلك، أسمع منهم بأن العلم الحديث أثبت وجود هذا السلوك لدى الحيوانات بكثرة وإننا مخطئون وإن أفكارنا هذه غير علمية ونقولها بدافع ديني فقط!
انتشرت اليوم كلمة لسماحة المرجع الشيخ اليعقوبي ينتقد فيها قرار المثلية الجنسية في الولايات المتحدة الأمريكية ويقول في جزء من كلامه ما مضمونه إنها هذا الأمر غير موجود في الحيوانات أو قريب من ذلك، وفي معرض تعليق بعض مؤيدي القرار على منشورات روجت لهذه الكلمة وجدت تكرار لتك الأفكار بأن الحيوانات تفعلها وبكثرة!
فهل فعلاً لدى الحيوانات سلوك جنسي مثلي كما يدعون أم إنه مجرد توظيف للعلم في دعم هذه الأفكار المنحرفة؟
وفقاً لآخر الاحصائيات التي أطلعت عليها منذ مدة قصيرة وكتبت البعض منها في منشورات سابقة لي "ماذا نعرف؟ وماذا نجهل؟"، فإن عدد أصناف أو انواع الكائنات الحية يصل لـ 8.7 مليون نوع!
تذكروا الرقم جيداً.
المصنف منها لحد الآن لا يتجاوز الـ 14% فقط!
تذكروا هذه النسبة جيداً
أصناف الحيوانات منها تصل لحدود 1.5 مليون نوع!
تذكروا هذا الرقم جيداً أيضاَ.
وفقاً لأكثر إحصائية تفاؤلاً ففي عام 1999 ذكر تقرير أعده بروس بيغميل إن السلوك الجنسي المثلي لوحظ في قرابة 1500 فصيلة حيوانية تتدرج من الرئيسيات إلى الديدان منها 500 فصيلة موثقة توثيقا تفصيلياً.
المصدر:
Bruce Bagemihl, Biological Exuberance: Animal Homosexuality and Natural Diversity , St. Martin's Press, 1999
 
تذكروا هذه الارقام جيداً.
أي إن نسبة ما تم ملاحظته-دون توثيق تفصيلي- من الحيوانات (0.001) أي واحد بالألف!
ونسبة إلى عدد الكائنات الحية تكون النسبة (0.00017) أي 17 من كل مائة ألف!
أما نسبة ما تم توثيقه تفصيلياً فبالنسبة لعدد الحيوانات تكون (0.0003) أي 3 من كل عشرة آلاف!
ونسبة إلى عدد الكائنات الحية تكون النسبة (0.000057) أي 57 من كل مليون!
وهذا يعني بوضوح إنها نسبة قليلة وشاذة، بل إنها أقل مما عند البشر بكثير ربما!!
هذا إذا تركنا جانبا كل جوانب الجدل في نوعية السلوك وكون تصنيفه كسلوك جنسي مثلي ممكن أم لا، باعتبار اختلاف المعايير في كثير من الأحيان، وإذا تركنا جانباً عدم استمرارية هذا السلوك في الغالب كما يقول الدكتور سايمون ليفي في بحثه الذي أجراه في سنة 1996 "أنه من غير الشائع على الإطلاق أن تطول علاقة أفراد من أي فصيل لدرجة تلغي السلوك الجنسي المغاير ولذا فإن السلوك الجنسي المثلي -إن صحت التسمية للحيوانات- يبدو نادراً"!
وبغض النظر عن تعريف السلوك الجنسي المثلي لدى الحيوانات الذي يشوبه الغموض وفيه تعميمات، حيث يعرف هذا السلوك وفقاً لأشهر التعاريف بأنه " السلوك الجنسي بين الأنواع غير البشرية التي يتم تفسيره على أنه مثلي الجنس أو المخنثين ، ويمكن أن يشمل هذا النشاط الجنسي ، الخطوبة ، المودة ، الزوج الترابط ، و الأبوة والأمومة بين أزواج الحيوانات من نفس الجنس".
بغض النظر عن كل ذلك فالنسبة تدل على الشذوذ بوضوح.
فكفى اتهاماً للحيوانات لأنها أبرء منكم من هذه التهمة.
وحتى  لو سلمنا –ولا يمكن التسليم بذلك وفقاً للإحصائيات-بوجود نسبة كبيرة أو أقل أو اكثر فهل هذا يعد تبرير لمجاراة هذا السلوك؟!
فالحيوانات تقتل بعضها بعضاً وتأكل بعضها بعضاً بنسب كبيرة، فهل هذا يعطينا مبرر لتشريع قتل واكل البشر مثلاُ؟!