خطيب جمعة بغداد يحذر من أوضاع متردية قادمة قد تؤدي إلى انهيار الاقتصاد العراقي وتحطم كيان الدولة |
العراق تايمز: فراس الكرباسي حذر خطيب وامام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، من انهيار الاقتصاد العراقي برمته وتحطم كيان الدولة اذا لم تقف الحكومة بأجهزتها الرقابية وبقضاء نزيه ضد هدر المال العام، كاشفاً عن قوى ناعمة لداعش داخل منظومة الدولة والحكومة تنخر الاقتصاد العراقي والمال العام، مستنكراً مباركة الرئيس الامريكي لقرار زواج المثليين، مؤكداً على الادراك أن الحرب اليوم قبل أن تكون حرب المال فهي حرب الثقافات والأخلاق والقيم. وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في بغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ اليعقوبي، اننا " نعيش ذكرى استشهاد الامام علي وهو كان حاكم عادل وقاد حركة اصلاح في بنية الدولة الاسلامية، وعادة كل حركة إصلاح وقائدها يواجهون برفض اجتماعيٍ شبه عام، لأن المجتمعات بطبيعتها البشرية تتسم بخصلتين، وهي لا تحب تغيير الحاضر وتقدس الموروث وقد ركز القرآن على هذا الخلل الفكري والسلوكي للمجتمعات" واضاف الساعدي " من بعض عناصر حركة الإصلاح في الدولة هي الأمانة والنزاهة والمساواة ورفض التمايز الطبقي والحصانة والامتياز في العطاء والامر المهم هو المبدأية والكفاءة في اختيار جهازه الإداري والحرص على مال الأمة". وتابع الساعدي " لعل هذه من أهم الدروس التي يجب على من يتصدى لقيادة الأمة وحاكمية الرعية وأن يتحلى بها فما أحوج العراق إلى مبدأية أمير المؤمنين وشفافيته وعدله وجرأته في الحق". واشار الساعدي لمؤتمر صحفي خطير لاحد اعضاء البرلمان العراقي " لقد راعنا المؤتمر الصحفي لأحد أعضاء اللجنة المالية في مجلس النواب إذ بين فيه المال العام كيف يسرق في وضح النهار على يد المافيات الاقتصادية السياسية المنظمة ، دون رادعٍ حقيقي لهم من قبل رقابة صادقة وقضاء عادل". وكشف الساعدي " مثلما أننا نواجه اليوم قوة عسكرية للإرهاب على جبهات القتال فهناك قوى ناعمة لداعش داخل منظومة الدولة والحكومة تنخر الاقتصاد العراقي والمال العام تحت عناوين شتى من سرقةً ورشى وهدايا وأعطيات وتجارةً غير نظيفة". وحذر الساعدي " اذا لم تقف الحكومة بأجهزتها الرقابية وبقضاء نزيه فإننا سنعيش أوضاعاً متردية أكثر مما نحن عليه ، قد تؤدي - لا سمح الله - إلى انهيار الاقتصاد العراقي برمته وتحطم كيان الدولة والعياذ بالله، فلابد من العمل بجدية للحفاظ على أموال هذا الشعب المظلوم وتحصينها وقطع الأيدي الأثيمة التي تمتد لسرقته مهما كانت انتماءاتها وبذلك تكون بارقة أمل لبناء دولة تحفظ فيها الحقوق والكرامة". وتابع الساعدي " لربما من حق كل جهة أن تستخدم وسائل الدفاع عن بقائها ونجحت إسرائيل بإيجاد خطوط دفاعية جديدة تحمي كيانها السرطاني، فاليوم لم تعد تستخدم خط بارليف السد الترابي بل وجدت ما هو أكثر منه دفاعا ألا وهو الخطوط المعنوية أحدها خلق الجماعات الضالة التي اشعلت الفتن الطائفية بين المسلمين فكبير خوارج العصر أبو بكرهم يدعو أهل أرض نجد والحجاز إلى رفع السلاح وقتل الروافض كما يقول في أرض الجزيرة قبل الصليبيين واليهود، وبهذه الشحناء والبغضاء والاحتقان بين طوائف المسلمين والقتل وهلاك الحرث والنسل نُسيت قضية وحدة المصير ألا وهي القدس". واردف الساعدي " اليوم تعيش إسرائيل أفضل أيامها أماناً من المسلمين المنشغلين بقتل أنفسهم ، إن القرآن الكريم يبشرنا ويرعب إسرائيل يبشرنا بنصر ثانٍ عليهم وتحرير تلك الأرض والمقدسات المغتصبة، لذلك سعت على تفتيت الوحدة الإسلامية وزعزعت الثوابت بين فرق المسلمين". واستنكر الساعدي مباركة الرئيس الامريكي لقرار زواج المثليين " أمريكا اليوم طلَّت علينا بإطلالة جديدة وغريبة وهي مباركة رئيسها لقرار المحكمة الاتحادية في الولايات القاضي بقانونية زواج المثليين علما أنها سبقت هذا القرار بثقافة زائفة تحت عنوان الحريات الشخصية وحقوق الإنسان وجدت لها إعلامها السينمائي لتناول مثل هذا السقوط وروجت له وحاولت أن تحببه للمراهقين والشاذين من الرجال والنساء، الأمر الذي سيدفع ببعض المتشدقين بحب الغرب إلى المطالبة فيها بمجتمعاتنا". وتابع الساعدي " لقد وقف المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي دامت بركاته موقفاً حازماً من هذا القرار وكشف استغربه لمثل هذا التصرف الأحمق من المحكمة ورئيس حكومتها واصفا إياهم بالبهيمية ورجوعهم إليها ، علما أن هذه الحيوانات تأبى هذا التصرف المنحط على قلة إدراكها وقد رفض اعتباره من الحريات لأن الحرية لا تعني الفوضى وعدم الانضباط بقوانين العقلاء وهؤلاء مرضى بالأمراض الأخلاقية التي تكون أشد فتكاً من الأمراض الجسدية المعدية، وكان هذا الاعتراض من سماحة المرجع تذكرة وموعظة للمؤمنين للسعي الجاد لتبصرة الشباب فيما يسعى له الغرب وبالذات أمريكا من تحطيم البنى الأخلاقية واستسلام الشعوب لها تحت وطأة الغريزة". وختم الساعدي خطبته "كل هذا يستدعي في ظل يوم القدس العالمي أن نستشعر ضرورة الرجوع للإسلام الأصيل ونقاء الفطرة التي خلقها الله تبارك وتعالى تحت جوانحنا وندرك أن الحرب قبل أن تكون حرب المال هي حرب الثقافات والأخلاق والقيم".
|