رسالة... الى أخي الأكبر شط العرب..

 

بعد التحية والمزيد من الاحترام انقل لك مايجول بداخلي وأود أن اقلب الذكريات والأسرار الجميلة والحزينة التي احتفظت بها سنين طويلة دون أن تفشي سرا واحدا من أسرار العشاق وحتى أسرار من حاول قتلك يوم كنا نبحث عن ملاذ امن نحافظ به على أرواحنا من بطش القتلة وظلم الآخرين لنا . أخي الغالي أحلفك بعفة اختنا الطاهرة التنومة التي بقيت غافية على كتفيك مطمئنة لن يمس شعرها بشر قط وبقيت عذراء وطاهرة كطهر مائك الذي تغتسل به مدينتنا المنكوبة كل صباح لتتجمل وتكون احلى الفتيات. مدينتنا التي قيل عنها أغنى بلاد العالم لكن أبنائها يعيشون على الفتات وشظف العيش . أحلفك بشجرة ادم المباركة لأنها الشاهد الحي على ولادتك الميمونة . تلك الشجرة التي كانت ولازالت موضع احترام وتقدير لدى الجميع وأحلفك بدموع الثكالى والأيتام وغزل العاشقين وقهقهاتهم حينما يكونون على ضفة من ضفافك الرحبة . أحلفك بمعاناة الفقراء وأطفال بصرتنا الذين فتك بهم السرطان أحلفك ان تقول للسياسيين كفى تناحرا لأننا استنفدنا كل السبل والوسائل التي من شانها أن تجعل عراقنا الحبيب يعيش بأمان واطمئنان . يوم أمس قتلوا أبناء شعبي وهم يصلون الجميع يصلي والجميع يذكر الله لكن اختلطت علينا الأوراق بعضهم يعتلي منصة الكرامة كما يسمونها ليبث سمومه وحقده ويشحن الناس ليشفي أمراضه وحقده الدفين’ أي كرامة تلك التي تقبل ان يسفك دم الأبرياء وتهدم دورهم وتروع النساء والأطفال كنت أتصور ان اخواننا في المناطق التي تشهد مظاهرات سينسحبوا من اول يوم بدأت به التفجيرات كي لايعطوا الحق للقتلة والمجرمين .. أخي الأكبر شط العرب هؤلاء يريدون ان يرفعوا قضية تفريق بين دجلة و الفرات وتصبح أنت يتيما دون رعاية أبوين عشت في أحضانهم منذ مئات السنين بعضهم يهدد بغلق الفرات والآخر سيجفف دجلة . دعوات باطلة وعمائم بعضها مزيفة ومسؤولون مراهقون لايفقهون بالسياسة شيئا هؤلاء دفعوا بالبلاد الى ماهو عليه الآن وكل قطرة دم سفكت او تسفك سيحاسبهم الله عليها وسيلعنهم التاريخ كما لعن القتلة عبر عصور . منظر مخجل ومفزع أن يقوم بعض المعتوهين الحاقدين بتفجير بيوت الله التي حرم فيها القتال لكننا نعلم ان هذا النهج هو امتداد واضح وطبيعي لنهج النظام الدموي السابق .عجبي على مسؤول يتقاضى راتبا من الدولة يطالب بإنصاف الظالم وينسى ماتعرض له المظلومون من قسوة وقتل وتهجير . المسؤولون الذين يتاجرون بالدم العراقي كيف يفسرون تفجيرات الأمس وهل سيعزفون ويطرقون على الدفوف لانهم نالوا من أبناء شعبهم وقتلوا أناسا لاناقة لهم ولاجمل بما يجري الآن سوى إنهم توضؤوا ليصلوا صلاة الجمعة المباركة ’ الا لعنة الله على قاتلي شعبنا والخزي لمروجي الفتن مهما كان لونهم وتوجههم وطائفتهم . أخيرا اعتذر لك يااخي الأكبر لان عتبي كان قاسيا بعض الشيء لكني اعتصر ألماً وأنا موجوع لما يتعرض له أبناء شعبي العزيز من الشمال الى الجنوب .