ابو رحاب وفطور الكبار |
على قدر اهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر الكرام المكارم، وتعظم في عين الصغير صغارها، وتصغر في عين العظيم العظائم. المتكبر، والمتواضع، ضدان لا يلتقيا مهما حاول الطرفان التظاهر بذلك، فهما على نقيض دائم، فهذا يرى الناس صغارا كانه جالس فوق جبل، ويرونه الناس صغيرا، وذاك يرى في خدمة الناس كبر حجمه، ويكون معهم في كل صغيرة، وكبيرة، ليراه الناس كبيرا بينهم. لا تخفى على احد الازمة المالية، وحالة التقشف التي يمر بها العراق الجريح، المحتل من سياسيي الصدفة الذين جاءوا عن طريق الانتخابات المزورة، او المال السحت، ليتسيدوا على رقاب الفقراء، والمحتاجين، وبمصيرهم، وارزاقهم. المواطن؛ صاحب الحصة الاكبر كالعادة بالتأثر بهذه المواقف، من حصار جائر فرضته قوى الاستعمار العالمي، في زمن الطاغوت الصدامي، في تسعينيات القرن الماضي، الى تقشف لئيم وضنك العيش نتيجة تهور وانفرادية بعض السياسيين، تاركين المواطن المسكين، للطبيعة هي تقدر حياته، ومعيشته(كل واحد كفيل برزقه)، وكيف عانى المواطن، وتحمل الامرين من اجل توفير قوت عياله، بالمقابل لم يتأثر ارباب الطبقة السياسية او المتسلطة بذلك. اليوم، وبعد سلسلة من السياسات الخاطئة، نجد العراق يمر بمرحلة حرجة، حيث خلو خزائنه من الاموال، وخسارة اكثر من ثلثي ارضه لحساب داعش الارهاب، وخوضه معركة شرسة، نشاهد ان بعض السياسيين او من يتقمصوا دورهم يبذخون، ويبذرون، غير مبالين بأرواح الشهداء ،والفقراء ، وعوائلهم الذين لا يملكون لقمة عيش كريمة. قبل ايام، وفي شهر الرحمة والغفران نجد ان مأدبة افطار كبيرة(فطور الكبار) لم تراع اصول ديننا الشريف، لينطبق عليهم قول رسول الرحمة" ليس منا من بات شبعان وجاره جائع" أقيمت على شرف بعض سياسيي الصدفة، الذين لاهم لهم سوى بطونهم، وارصدتهم في البنوك(من كان همه بطنه كانت قيمته ما يخرج منها)، اقامها ابو رحاب المالكي، ليدعوا لها الكبار بنظره المتعالي عن متعففي وطنهم الجريح، متناسي انها لولا الصدفة، والفساد، لما وصل هو، وامثاله لهكذا اماكن. |