~فوضى اعلامية عارمة ترافق الأداء الاعلامي الحكومي المتصل بالعمليات الامنية في جبهات القتال تشعرك أن الاشياء تدار بشكل ارتجالي، بعيداً عن التخطيط، ومن يلحظ مشهد التصريحات يرى ذلك بوضوح، منها وزير الداخلية يعلن: لا عمليات عسكرية لتحرير الفلوجة، وآخر يقول: سندخلها بأيام، وقبله صرح مصدر عسكري بتحرير كامل ناحية الكرمة، واليوم اعلن مصدر آخر عن تحرير منطقتين من الكَرمة منها الحلاسبة، وقبل شهر سمعنا عن تحرير حصيبة الشرقية، والناطق العسكري أعلن اليوم التقدم في قاطعها، وآخر يعلن أن قضاء الخالدية مؤمن تماما، إلّا أن قواتنا تصد هجوما للدواعش إستهدف التوغل لوسط الناحية، وسامراء تحررت منذ شهور، وإعلامنا يقول أن قواتنا تطارد الدواعش في الحويش القريبة من مركز المدينة، وديالى مؤمنة تماما، واخبار المساء تؤكد وجود جيوب خطرة يتجمع فيها الدواعش لشن هجماتهم ضد قواتنا.
وفي شمال تكريت يعلن وزير الدفاع تحرير بيجي بالكامل، ومتحدث باسم الحشد الشعبي يقول: إن داعش مازال يتواجد في حيين من أحيائها، واخر يقول: حررنا 90% من المصفى، ووزير الدفاع يعلن عن شروعه بوضع خطة لتحريره.
وقد يكون من حقنا أن نسأل: متى يكون لدينا اعلام واضح وصريح؟ ومتى ننتصر على العدو إعلامياً ؟ ومتى نحرر أنفسنا من اسلوب التفكير الإرتجالي المحدود نحو أفق مفتوح يقبل منطق العلم ويحيل الملف الاعلامي إلى المختصين؟ لأن هذه التصريحات المتناقضة أصابت الجمهور العراقي بالارتباك والفوضى، ولم يعد يعرف أين تكمن الحقيقة.
وليس امامنا إلّا أن نقول: اللهم احفظ جيشنا، اللهم احفظ حشدنا، اللهم احفظ شعبنا، اللهم احفظ بلدنا من طوارق الليل والنهار.. وسراق المال العام وعبدة الدولار وخونة البلاد.. والحديث طويل ذو شج