ثلاثيات أقصر من القصيرة

الخصم والحكم 
لعل أغرب ما فاضت به قرائح المكتوين بنار الفساد هو مقترح بصيغة التوسّل موجه للفاسدين الذين نهبوا البلاد وأفقروا العباد بعد أن يئسوا من إعادة أموالنا المهربة للخارج، يقول المقترح: حلالٌ عليكم ما نهبتم.. تنعّموا به ولكن لا تنسونا فتشغيل هذه الأموال داخل العراق سينعش الاقتصاد حتما وهو مساهمة منكم في إعادة الإعمار، في كل الأحوال فإننا خسرناها ولن تعود أبدا بفضل المحاصصة وسيطرة الفاسدين والتدخل الخارجي لذلك فتشغيلها سيعود علينا بالفائدة ونضمن لسارقها الفاسد أن ليس هناك من يحاسبه عليها لأنكم الخصم والحكم فالمال هو مالكم والدولة هي دولتكم والحكومة لكم فتصدّقوا علينا بها جزاكم الله خيرا!! هكذا نطق أحد المثقفين اليائسين للأسف.

متعة القمامة 
مستثمرين أية عطلة ولانغلاق الشوارع الرئيسة والطرق المؤدية إلى قلب بغداد، مجاميع من الشباب والرجال يفترشون الأرض ومنهم على مقاعد وكراسٍ وطاولات أمام منازلهم يلعبون الدومينو والطاولي والورق وهم يتمتعون بمناظر أكوام القمامة المحيطة بهم والتي رموها بأنفسهم في مناطقهم... غريب سلوكنا حقاً!! ليس هؤلاء فقط بل مبانٍ ومحال تجارية وعمارات تحيطها القمامة والمزابل وواجهاتها ملطخة بغبار الزمن ودخانه، معلقة عليها صور قبيحة وشعارات تافهة جعلتني أسأل: سمعنا عن لجنة رسمية حكومية أو نيابية ربما مهمتها الحفاظ على الذوق العام والذائقة النظيفة.. أين هي هذه اللجنة؟ نتمنى أن لا يكونوا من المستمتعين بمناظر القمامة!!!

تواضع القمم 
سألت مقدمة أحد البرامج الحوارية الفنانة نادية لطفي عن طلب من الرئيس السيسي للفن والفنانين فردت: لماذا نطلب منه؟ ماذا قدمنا نحن للشعب المصري؟ ماذا قدمنا لمصر؟ ثم بكت بدموع ملؤها حب لبلدها وما حدث لمصر.. في اللحظة تذكرت مطالبات فنانينا من الحكومة والبرلمان وتذمرهم من إهمالهم وعدم الاهتمام بهم فأمسكت عن الإفصاح لنفسي بأي نقد لفنانينا وتمنيت أن يشاهدوا ولو هذا المقطع فقط من اللقاء ليعلقوا هم على قول القمة العظيمة نادية لطفي التي تمثل تأريخ الســــــــــــــينما العربية وبالوقت ذاته تواضع هذه القمة، ماذا قدمنا للعراق حتى نطالب بحقوق؟ هل حاربنا الإرهاب بهذه الأعمال الهابطة؟ هل حولنا بوصلة الناخب تجاه الرموز الوطنية الحقيقية أم دخلنا تحت عباءة المفســـــــــــــــدين اللصوص لنــــــروّج لهم؟