وحي الصدور / 32.....بقلم معمر حبار

 

 

 

 

 

180: فضل طلب زيادة العلم.

من أفضل النعم على العباد وأتمّها، أن يطلب الله تعالى منهم أن يدعوه ليحقّق لهم، هذا الأمر أو ذاك، ويكون ذلك لأمر جلل من الجليل. فالله تعالى طلب من عباده أن يزيدهم العلم قائلا: "فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا"، طه - الآية 114.

  لم يكتف الله تعالى بطلب العلم، فقد أودعه الله البشر، وفضّلهم بالعلم على الملائكة: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"، البقرة - الآية 31، وإنما طلب من عباده أن يطلبوا الزيادة من العلم، وهو القادر أن يزيدهم، دون أن يطلبهوه.

 الدعاء فضل، وطلب العلم فضل، وطلب زيادة العلم، فضل ومِنَّة من الله على عباده، حتّى إذا استوى في العلم، وتصدّر المجالس، علم أن ذلك بفضل من علّمه طلب الزيادة، فيؤدي حقّ العلم، وحقّ من علّمه ورباه.

 إن الله تعالى، عبر الآية الكريمة، "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا"،  يطمئن عباده، أن علمه لايحيط به أحد، وأنه باق لاينفذ بطلب الزيادة، فسارعوا إلى طلب العلم، عبر الدعاء والعمل المناسب، والمطلوب. 

 ومن أدب العلم، أن يُطلبُ من الله عزوجل، لذلك جاء طلب الزيادة، مقرونا باسم  الرب عزوجل، "وَقُل رَّبِّ "، وفي ذلك تربية في طلب الزيادة. فالعلم طريق شاق، يحتاج إلى تربية، تنير الطريق، وتشد العضد. ومن كانت هذه أخلاقه وتربيته، فإنه لامحالة سيكون متأدبا مع ربِهِ الذي علّمه طلب الزيادة، ومع من هو أحسن منه علما، ومن كلّف بتعليمهم وتربيتهم.

 عَلِمَ الله، أن عباده لن يستطيعوا أن يبلغوا العلم كلّه بما يملكون، فعلّمهم كيف يتعلّمون ويحصلون على العلم، قائلا لهم: "وقل". مايعني، أن العلم يوصل إليه بفضل الله تعالى، وعلى المرء أن يبدأ بأولى خطوات العلم ، ألا وهي "وَقُل رَّبِّ ".

 العلم درجات، أعلاها وأفضلها، طلب الزيادة من العلم. وحب الله لعباده، أنه طلب منهم، أن يطلبوا الزيادة من العلم.

 وخير الناس من طلب الزيادة من العلم، وسعى إلى أعلى درجات العلم، بوسائله وأدواته.