اصرخ ياشعب .. ماكو حرامية

لم تعد تنطلي على المواطنين الحجج المضللة التي رتعت فيها الاحزاب السياسية التي حكمت العراق منذ سقوط العصابة الصدامية حتى اليوم ، فقد مضى اكثر من عقد من السنين ، لم ير فيها المواطن سوى النهب والسرقة والدجل السياسي والخرافات البعيدة عن الايمان، الغارقة في قشور التدين وطقوسه .
كشفت الحالة الخدمية المتردية في المدن العراقية سـتـر الحقيقة امام انظار الجماهير فما عادت تنفع الحيل لطمس حقيقة السرقة و معرفة السراق حتى لو لبسوا الف عمامة سوداء وبيضاء ، وختموا جباههم بالسواد ولطموا صدورهم صباح مساء .
لقد صحا المواطن العراقي على حاله بعد اكثر من عشر سنوات على تغيير نظام العصابة الصدامية فلم يجد سوى عـريه ، وجد نفسه عاريا لا ماء لديه ولا طعام ولا خدمات ، و لسان الساسة وتجار الدين يهمسون : شمر بخير ولكنها بحاجة الى الخام والطعام .
ملايين الدولارات تصب في جيوب القطط السمان ، تنزل عليهم من سقف البنك المركزي هبة قرابة ومنح صدقات في سبيل الله وعباده غير الصالحين، وملايين الدولارات من المقاولات الوهمية ، رواتب ومخصصات الوظائف الخاصة والاستشارية وغير ذلك من نعم التغيير ورحيل الطغمة الصدامية ، والمواطن لا يجد سوى الجوع والحرمان والاستجداء وسيلة للعيش .
سرقت الحكومات السابقة ، والحالية ، بوزرائها ونوابها وجلاوزتها وحاشيتها ميزانية البلاد ، فتحولت المليارات الى جيوب حفنة من السياسيين والنواب والتجار والوزراء ومن لف لفهم ، حتى اصبحنا نرى ابناءهم يفوقون ابناء جرذ العوجة في البذخ وركوب السيارات المطهمة ، بعد ان كانوا لا يقيمون اودهم من ملبس ومأكل ، تراهم اليوم ينهبون الملايين ويبذرونها على هواهم في الوقت الذي يكتوي فيه المواطن بلظى نيران الصيف المحرقة تحت درجة حرارة 50 درجة مئوية واكثر ، وابناء العراق النجباء يقاتلون داعش في البراري والصحارى القاحلة في هذا الصيف اللاهب ، وهم دون حياء يرفلون في الحرير والدمقس ، حتى اضطر احد كبار دعاتهم دعوة ابناء المسؤولين الى المساهمة في المجهود الحربي مع ابناء الوطن الشجعان بدلا من التسكع في الشوارع والمطاعم في الدول الاوربية وغيرها من بلدان النعيم المشهورة بمقاصفها ومطاعمها الفخمة مثل بيروت وعمان ولندن وواشنطن وباريس .
المطلوب اليوم من كل مسؤول بدرجة خاصة- نائب او وزير - لم تمتد يده الى اموال الدولة ولم يتورط في سرقة ، وتلاعب بالمقاولات او الاحتيال و غير ذلك من سرقة علنية او سرية ان يستقيل من منصبه باسرع وقت احتجاجا وتضامنا مع المتظاهرين ويقف معهم في ساحات التظاهر ،والا فانه سيكون مسؤولا عن جرائم الحكومات السابقة التي ساهم فيها بجهوده وعمله ، وسيحاسب على ما اقترف من احتيال وسرقة. وسيواجه السراق الف ( ابو تحسين ) يـقـف لهم بالمرصاد ليصفعهم على قفاهم مثلما انهال بالصفعات على راس النظام البائد بقوة وشجاعة يوم التاسع من نيسان .
ان العراق يمر اليوم بمرحلة حاسمة تقرر مصيره ، وعلى المسؤول النزيه ان يعلن براءته من الاشتراك بمهزلة الحكم وعلى حكومة العبادي ان تطبق قانون من اين لك هذا وتبدأ بمساءلة الصف الاول من المسؤولين واقالة من تدور حوله الشبهات وتجمد وتسحب يد اي موظف متهم بالفساد ليخضع للمحاكمة ان اتهم بالسرقة والاحتيال ، واول من يجب ان يفتح ملف الفساد بحقه هو القضاء العراقي . والى اللقاء في ساحة التحرير و ........
اصرخ ياشعب .. ماكو حرامية