تصفيق مؤجل وولاءات مؤجلة |
قبل سقوط نظام صدام حسين بدقائق كان العراقيون بأغلبيتهم يصفقون له وأغانيهم وأناشيدهم وشعاراتهم وأعلامهم ومظاهراتهم شاهد حي لايقبل الشك ولايمكن نكرانه ولازالت تلك الممارسات التصفقية التي يمارسها الشعب محفوظة في مواقع اليوتيوب وأقراص الCD فمثلما كان هذا الشعب يصفق لصدام تحول هذا الشعب ليصفق للمالكي لأنه مع صاحب السلطة دائما وأينما حل صاحب السلطة حل معه التصفيق الشعبي كل من صفق لصدام حسين لم يكن مجبرا كما يدعي بل كان مقربا جدا منه وكان الذي يصفق يمتلك صلاحيات مساوية لكل المقربين من صدام وبإمكان التصفيقي في ذلك العصر أن يمحي العشرات من المواطنين ب" شخطة تقرير " في الفرقة الحزبية التي يصفق فيها ليلا ونهاراً وذهب نتيجة تلك السياسات التصفيقة خيرة أبناء العراق ولم يبق الا اصحاب التصفيق الوراثي والذي سيستمر الى أجل غير مسمى الملفت للنظر أن أكثر المصفقين وأشدهم تصفيقاً يكون تآمرهم على حاكهم أكثر بكثير من غير المصفقين له والدليل إن صدام حسين لم يلجأ الى أي شخص من مايسمى بالمقربين منه إطلاقا ولذلك إختار حفرته الشهيرة لأنه يعرف أن المصفقين له في عهده سوف ينقلبون عليه وسوف يسلمونه الى أعدائه في أبخس الأثمان كل المصفقين لصدام عادوا لأحضان المالكي وقد أطلق عليهم تسمية صقور دولة القانون وهم في مقدمة المدافعين عن سياسة المالكي حتى لو كانت ذات طابع غير صحيح وخطأه واضح لأنهم مبللون والمثل الشعبي يقول " المبلل مايخاف من المطر " وهؤلاء سوف يتآمرون على المالكي قبل سقوطه بثوان معدودات ويقولون بأننا عارضنا المالكي ووقفنا بوجهه وقاتلنا قتال الأبطال من أجل إسقاطه قدر العراق أن يبتلى بهكذا شعب يصفق لقاتليه وسارقيه وإن مانسمعه اليوم من المواطنين بأنهم يكرهون الساسة ويستاؤن من ممارساتهم فهؤلاء الكارهون للساسة لو زارهم أحد منهم سوف ينثرون الورود بوجهه وسوف يقومون بإلتقاط الصور معه الى الحد الذي يتناسون كل همومهم ومعاناتهم ومطالبهم لأنهم مصابون بمرض التصفيق الوراثي وهذا المرض لايمكن أن يتخلصوا منه إلا بعقاقير لم تصنع الى يومنا هذا وإذا ما تم صنعها فأنا أعتقد إن الشعب الوحيد في العالم الذي يقدم على شراء هذه العقاقير هو الشعب العراقي لأنه لايشعر بأعراض تلك الأمراض التي تعالجها هذه العقاقير الجديدة . |