مجلس الشورى " أبو الكيا"



أي فساد نصلح وأي مسؤول يحاكم؟، هذا هو السؤال الذي توجه به "ابو الكيا"، مخاطباً جمهور ركاب سيارته. بينما تعددت الإجابات والنقاشات، رحت إنا أفكر في سؤال مشابه له " البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة"؟ ربما لو استطعت الرد على نفسي، لكنت تناقشت مع الركاب بخصوص سؤال ابو الكيا.

جاء هذا الحديث عشية خروج المتظاهرون في النجف، ونحن جالسون في " الكيا" ذاهبين الى سكنانا، ليلاً، عند انتهاء وردية العمل. بعد طرح السؤال، انتفض احد الجالسون قائلا: " كلهم حرامية". بينما رد آخر :" مو كل أصابعك سوه ابن عمي". ثم طال النقاش ووصل الى ذروته، ولولا تدخل الحضور وفض مشروع الاشتباك، لكان تهشم الزجاج على رأسي.

يُطرح سؤالاً آخر في نفس الجلسة. هل المسؤول فاسد ام المسؤولية فاسدة؟ لم أتمكن من دخول النقاش مرة أخرى, لأنني فشلت في حل لغز البيضة والدجاجة, مع نفسي. ومن ثم انفتح الحوار على مصراعيه, وراح جمع من الركاب يشتمون ويسبون، وآخرين يرون ان التيارات الإسلامية لا تنفع في السياسة، بل حتى وظيفة التفقه ايضاً. بينما يرون الأشخاص الذي يتخذون المقعد الأخيرين جلسا لهم، أن الدين خط احمر ولا تخلطوا بين الأوراق وألا نشتبك!!

 

صاح احدهم " نازل"، وإذا بالسيارة ترتج جراء دخول السائق" طسة" عنيفة، كانت على جانب الطريق، واذا بهذه الطسة هي شاهد شاخص لتاريخ قريب، بسبب نزول دبابة عسكرية أمريكية عليها عام 2004. من هنا تنبأ احدهم ان سبب "طسات" العراق هي أميركا، مشيرا الى الدستور والاحتلال والطائفية. جميعها كانت تمثل معاولاً لتهديم البلد.

 أثار هذا التصريح غضب ثلاثة من الشباب معلقين:" عمي لولا أمريكا جان صدام لهسه كاعد"  استدار رجلا يتوسط الأربعين من العمر، وقال" مو بالواحد وتسعين نعلنـ.... وبعدين رجعوه؟" ثم انخرط الجميع بالحوار، وتبادل الاتهامات فيما بينهم لرجوعهم الى سؤال ابو "الكيا" حول الفساد..

 

هل رأيتم معي؟ نحن شعب يريد كل شيء ولا يعرف ما يريد؟ نتظاهر؟ لا لم يجدي نفعاً. نسكت؟ هذا هراء لِمَ نسكت؟ اذا نتفق؟ نتفق على ماذا؟ نتفق على نتكون آرائنا واحدة ونشخص من هو المفسد. لا يا عزيزي هذا غير صحيح رأيي اصح فقط لا تتكلموا بعدي اني الأصح هذه هي الديمقراطية.!