التنمر في المدارس العراقية


التنمر اعتداء جسدي او لفظي او نفسي يهدف الى الحاق الضرر بالمعتدى عليه، ويتكرر ذلك مع الزمن. وفي المدارس يمثل مشكلة مهمة تؤثر سلبا على صحة الطالب ووظائفه الاجتماعية، ومنها التحصيل الدراسي. واذ اهتمت الدول المتقدمة بالتنمر ودراسته، فان العالم العربي قد اهتم به مؤخرا.
صاحب نمو اطفال وشباب العراق الحروب المتكررة، وحرب اهلية طاحنة، ونزاعات سياسية وطائفية وارهاب، واثر ذلك التعرض او المصاحبة سلبا على نموهم الجسدي والنفسي. وكان هذا التاثير او التوقع حافزا لدراسة ولية للتمنر في المدارس الاعدادية.
شملت الدراسة 300 طالب وطالبة اعدادية، تم اختيارهم بطريقة عشوائية، وكانت نسبة الذكور الى الاناث 1.3:1. وعند مقابلة كل طالب تم استحصال معلومات ديموغرافية والتعرض للعنف، وكذلك التنمر. 
ومن مجموع الطلبة، ظهر 86.5% متنمرين، و 80.5% ضحايا تنمر و 74% متنمرين وضحايا تنمر اي تبادلوا ادوار التنمر وضحايا التنمر، و765 متفرجين على التنمر وضحاياه. اما انواع التنمر فكانت جسدية اي ما يوجهه طالب الى اخر (ضرب او رفس او دفع او بصاق او عدم الترحيب وغيرها) بين 77% من الطلبة، اما النمر اللفظي (الاستفزاز والتنابز بالالقاب والاهانة والتهديد وغيرها) بين 60.5% من الطلبة، وتنمر علاقات (اطلاق كلمات وتسميات جنسية) بين 42.5%. 
الارقام المذكورة اعلاه في نوع التنمر (جسدي او لفظي او جنسي) او الدور في التنمر (متنمر او ضحية او متفرج) اعلى من النسب التي وردت من العالم العربي. وربما تفسير هذه الظاهرة بالنمو في مجتمع وثقافة تتماهى مع النزاعات السياسية والطائفية، حيث تقضي هذه الثقافة حل النزاعات بالعنف. وقد استمر التعرض للعنف لاكثر من عقد من السنوات. ان هذه الثقافة والتعرض للعنف يشجع الاحساس بالانتساب لمجموعة (عشيرة او قبيلة او عائلة او غيرها) والشعور بالافضلية على الاخرين. كما تشجع هذه الثقافة عدم تقبل الاختلاف، والشعور بان المختلف اقل قيمة او مرتبة، وهذا يشجع على الكره. 
النسبة العالية للتنمر في العلاقات (التنمر الجنسي) وممارسته عن طريق اطلاق طرائف جنسية قذرة او ملاحظات جنسية او غيرها، يعكس الاتجاهات الجنسية بين المراهقين. وقد اكدت دراسات عديدة بان التنمر يتاثر بالاتجاهات الجنسية، وتتاثر الاخيرة بالتعرض للحروب والعنف. 
ان الانتشار الواسع تمثل في النسب العالية التي وردت تعني تعاظم المشكلة في المدارس وتحتاج الى معالجات.