سيدنا!!

 

 

في أتون الغضب الشعبي و انطلاقة اتنفاضة الكهرباء المباركة التي جعلت أكبر شارب من المسؤولين يرتجف واجبرت دماء وجوههم على النزول  الى أقدامهم فتترك هذه الوجوه صفراء راكدة حيرانة تتلفت يمينا وشمالا متسائلة هل تختطف حقائب السفر وتترك أم تنتظر قليلا لعل عقلها الابليسي يرشدها لفعل شيء يمكن ان يمتص غضب الثوار .

 ومن هذه الاجراءات الابليسية كانت استضافة  هيئة النزاهة لوزراء الكهرباء والمالية والنفط ونائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة .

 

من المعروف في العالم الديوقراطي عندما تتم مساءلة اي مسؤول عن تقصير او شبهات او معلومات تتعلق بأدائه الوظيفي تتم المساءلة   ، وليس ألاستضافة ، بكل صرامة وهدوء ومعرفة تامة للقوانين والدستور وتعديلاتها وبدون مجاملة ولابد من نتيجة تعلن على الرأي العام  وتكون هذه النتيجة خاصعة للرأي والنقد من كل من يعنيه شأن الاستجواب .

 

وفي العالم الديموقراطي يخاطب عضو لجنة الاستجواب الشخص المستجوَب باسمه او بمنصبه الرسمي 

مثل Mr . Blacksmith   أو  Senator  أو Mr. President ...... بدون أي ديكور !

 

في جلسة أستضافة هيئة النزاهة لم ألمس أنا المواطن البسيط أية جدية في الحوار  ولم اسمع او اشاهد سوى محاولات للالتفاف على احساس المواطن ومحاولة استغفاله وتضليله بهذه المهزلة المكشوفة التي لم تختلف عن سابقاتها من جلسات الاستضافة والتي لم ينقصها سوى الطليان على قصع الهبيط !

 

كل الوزراء كانوا يحاولون أخفاء هلعهم من صوت الشارع ورعبهم من حالة فريدة لم تحصل في اي بلد من بلدان المعمورة اثناء التظاهرات وهي تقديم الاجهزة الامنية مياه الشرب للمتظاهرين . نعم رعبهم ورجفتهم من هذه الحالة !!!

 

لكن شيئا غريبا – ربما ليس غريبا في كوكب طمطملي وأطمطملك  – حدث وهو مخاطبة رئيس هيئة النزاهة أحد المستجوَبين  بكلمة   " سيدنا " عدة مرات الامر الذي حيرني فهرعتُ ابحث في وجوه الحاضرين عن سليل بيت النبوة هذا لأمسح على وجهه من شاشة التلفاز بيدي عسى أقتبس من نور وجهه الكريم نورا أمسح به على جسدي ألآثم أنا المواطن العراقي ألمعاقَب على مدار الحكومات .

 

في تلك اللحظة التي هممت فيها التوجه الى الشاشة انطفأت الكهرباء .