بغداد تلبس عرسها ... |
بغداد تلبس عرسها
في ساحة التحرير
رفعت ستار الليل عن فجرها
في ساحة التحرير
هيا بنا نهتف لها
في ساحة التحرير
ـــــــــــــــــــــــــ
ساحات التحرير في المدن العراقية سوف لن تُخدع ولن تمرر عليها الأكاذيب, انها حالة وعي ونفاذ صبر ومنطق اللاتراجع, بغداد اغتسلت من ذلها وخلعت ثوب حدادها وترتدي الآن عرسها في ساحة التحرير, انها بغداد الدنيا والأنكسار لا يليق بطلتها .
ليتهم يتذكورن انهم خذلوها وفصلوا كرخها عن رصافتها وخانوا الوطن وتحاصصوا جغرافيته ودولته وثرواته واصوات ناخبيه, لو توقفوا عند الحد الأدنى من خراب الضمير, لكانت المصائب اقل هولاً, ان نتجرع المر نكاية بمرحلة غابرة, ثم نتحمل فساد الهجين والبعث معه, فتلك مكابرة غبية, كلاهما حول الوليمة والضحايا خارجها, انها لعبة وصلت نهايتها وعلى الللاعبين ان يغادروا فالعراق لا يحتاجهم .
من يحلم, ان يستورث حصة الأسد من الجسد العراقي ليعلن اقليمه, سيصحوا على بيضات فاسدة, ومن اجل ان يذلوا بعضهم , كل يرفع اليته ويتربع في حضن امتداده الطائفي القومي ليقايض بما ليس له, انهم مرحلة البؤس الوطني ويجب ان تجد نهايتها في ساحة التحرير .
العراقيون وصلوا مع الأكاذيب نهاية طريقها وابواب الأحتلال مقفلة من خلفهم, خسروا بين الخدعتين دولتهم وسيادتهم وثرواتهم, وفي كفهم عراق ممزق تفترسه اقاليم التحاصص, خياراتهم اوهام فقدت جدواها ولم يبقى لديهم الا ان يخترقوا الجدار . .
العراق ينهض والعراقيون ينتفضون والحق يواجه الباطل, بغداد خلعت حداد ترملها في ساحة التحرير تهتف بسقوط الأستسلام للدونية وتكسر جليد الجهالة عن صدر العراق, الحقيقة العراقية تعبر الآن عن ذاتها .
العراقيون يرمون انفسم في تيار اليقظة, لتسقط اصباغ طائفيتهم في مياه الحقيقة الوطنية, الشيعي وجد نفسه عراقي وكذلك السني, المكونات تهتف من حولهم, عشنا عراقيون من اجل العراق وتسقط خيانات الأقلمة والتقسيم, وستتسع ردة الفعل الوطنية في الجنوب والوسط حتى يستعيد العراق عافيته, انهم يغتسلون من خرف التاريخ ومخدرات التغبية, وقد يطول الطريق ولكن, من سار على الدرب يصل .
البصرة تتظاهر وبغداد تنتفض ومجتمع الجنوب والوسط يزيل رمـد الأستغباء عن بصيرته ليرى واقعه بكامل مآساويته, في المحافظات الغربية, هناك من يرفع قدمه ليخرج من مستنقع طائفيته, ليروا انفسهم حقيقة عراقية, المحافظات الكردية تلتزم الآن بخياراتها الديمقراطية رافضة اسمال حزب العشيرة واولياء العهد .
الحراك العراقي يحبوا وعيونه الى الأمام, كدجلة والفرات لا يتدفقان الى الخلف, العراقيون ومهما انتكسوا, لا يمكن لتيارهم ان يتراجع الى ما لا نهاية, انه منطق يخالف طبيعة الأشياء, فمن ينحني امام عاصفة الأذلال تقية, لا بد ان يرفع رأسه ليعيد كتابة تاريخه .
ما اسخف ردة فعل حكومة الصفقة التي عبرت على اضلاع جنازة الدستور وديمقراطية الخدعة, حكومة شوه الفساد منطقها, رئيس وزرائها يدعو الى " النزول للميدان !!", اي ميدان يقصد !!!, بعد اثنا عشر عاماً من الفرهود الشامل لم يبقى للميدان اثر الا على اسرة المسؤولين, ثم يدعو الى تفعيل قانون " من اين لك ( لكم) هذا !!!", وبعد خراب البصرة, يأمر بالقطع الكهربائي عن المسؤولين الكبار, يذكرنا الأمر بنكتة مهينة" عندما نشر عدي صدام في صحيفته اعلاناً عن ضياع بطاقته التموينية, بهلوانيات حكومتنا لا تقل تحقيراً للرأي العام عن اعلان عدي صدام, جميهم احفاد تجارب الكيد والخديعة, احذروهم, انهم كيانات بلا شرف .
ماذا يمكن ان يكون عليه موقف المثقف العراقي في مثل تلك المرحلة الفاصلة, انهم صوت العراق في ساحات التحرير, وهم ربان الوصول الى حاضر ومستقبل عراقي افضل, لقد تأخر دورهم عن اللحاق بنهضة الشارع العراقي واصبحوا ــ مع الأسف ـــ في مؤخرة الحراك المجتمعي, الآن وليس غداً على الحقيقة العراقية ان تنطق في ضمائرهم مواقف وطنية تتصدر الراهن من الحراك الشعبي
|