تحفيزات المغرب تدفع عمالقة الفنّ السابع للاشتغال سينمائيا بالمملكة |
يصرخ مساعد المخرج بثلاث لغات، الإنجليزية والفرنسية والعربية، للبدء في عملية تصوير مشهد فيلم، وترى أبوابا تاريخية مقوسة وشرفات منازل وأثاثا يعود تاريخه إلى عهد الرومان، فيخال للمرء أنه في مكان ما بإحدى دول المشرق، لكنه في الواقع بمدينة ورزازات المغربية التي تحولت إلى وجهة للإنتاجات السينمائية الهوليودية. وعزت الصحيفة الإسبانية "Milenio" الأسباب التي تدفع نجوم السينما لاختيار المغرب إلى الاستقرار السياسي الذي تنعم به المملكة، بالإضافة إلى توفرها على مناظر خلابة تتنوع بين سهول، وهضاب وجبال وصحارى ومدن حضارية، ما يجعل المملكة الأكثر قوة في هذا المجال، ما بوأها الصدارة ولقبها بـ"هوليوود إفريقيا". وتابعت الجريدة بأن المغرب استطاع أن يقنع شركات الإنتاج والتصوير في "هوليوود"، سيما أنه يوفر من الإمكانيات البشرية الكافية، ويسخر منشآته ومؤسساته قصد العمل في ظروف مريحة، وهي تحفيزات تدفع عمالقة الفن السابع للقدوم إلى المغرب، الذي قد يصبح قبلة عالمية، ويدر أموالا كثيرة على خزينة الدولة، ويستقطب المزيد من الانتاجات. وأضاف المصدر بأن ما يقع حاليا في مناطق الشرق والعديد من الدول العربية من ضغوطات سياسية جعلت شركات عالمية لتصوير الأفلام السينمائية تقصي هذه البلدان من لائحتها، ليظل المغرب الوجهة الوحيدة الأكثر أمنا، خاصة أن أناسه طيبون، والبلد يزخر بمناظر طبيعية خلابة تأسر القلوب، كما أنه يسهل عمل المخرجين ويضع تحت تصرفهم كل المؤهلات وحتى الخدمات العسكرية إن اقتضت الضرورة. وتبعا للجريدة الاسبانية، فإن المغرب يعد البلد الأكثر قبولا للاختلاف، كما أنه متسامح بالمقارنة مع مجموعة من الدول العربية والمغاربية، حيث إنه يقبل بعادات الغرب المخالفة لتقاليده، وما يثبت صحة ذلك هو أن أفلاما تتناول موضوع الديانة المسيحية صورت مشاهدها بالمملكة، وهو أمر لا يسمح به في دول الشرق الأوسط الذي يتميز بطابعه المحافظ والمعارض لكل ما هو خارج عن عاداتها وتقاليدها. وقال يامون باتريك، أحد المنتجين السينمائيين، إن جميع تسجيلات هوليوود المصورة بالمغرب حققت نجاحات كبيرة، والفضل يرجع إلى كون هذا الأخير بلد متحرر يقبل بالاختلاف، كما أن المشاهد التي تدور أحداثها حول منطقة الشرق الأوسط يتم تصويرها بالمملكة، إذ أنها الدولة الوحيدة التي توفر مؤهلاتها البشرية واللوجيستيكية، وتتمتع باستقرار سياسي بخلاف بلدان أخرى.
المصدر: هسيبرس |