وانا في قمة الحزن العاصف لفراق عجول .. تسللت لذاكرتي تساؤلات شتى حين اترقب ثورة الشباب في ميادين العراق، وينقل لي هلع أشباه الرجال في العملية السياسية وهواتف بغداد التي لا تكل او تمل ،حيث تترقب الحال في ساحة الحبوبي لمدينة الناصرية اكثر من ساحة التحرير في العاصمة بغداد.
حينها تيقنت ان مفاتيح القوة تكمن في "لواء المنتفگ" .. لانها جمعت الحلم والصبر والحكمة منذ بزوغ فجر الحضارة في تلك الارض المعطاءة حيث كلكامش يبحث عن سر الخلود ... والولايات السومرية بملكتها الجميلة شبعاد تعزف لحن الحياة بقيثارة آور السومرية.
لذا كان بالامس لفناني وأدباء ونخب الناصرية الثقافية صوت هادر في ساحة الحبوبي مشهد يثلج الصدور حيث يتعانق صوت الفكر والابداع مع سمو الوطنية الحقة والانتماء والحكمة والحلم لمدينة الناصرية ..
حينها جال في الذاكرة سؤال قديم:
كيف كانت تقرا الفنانة أنطوانيت إسكندر حكمة الناصرية ونخوتها وشجاعتها؟
حين تغني:
"للناصرية لمشي لأبو عبيد* وابچي بمضيفة .. يحسبها ضيفة"
نعم ان العراق وعروبته ضيف عليك ايتها المدينة العملاقة ..
منك تبدأ الشرارة وبك يستقر الحلم والتاريخ.
وفي أوج الصراع بين الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية تقف ذي قار رمحا وبيرقا حيث "هذا يوم انتصف فيه العرب من العجم وبي نصروا" ما أجملها من شهادة لسيد المرسلين.
*الشيخ خيون ال عبيد
https://www.youtube.com/watch?t=11&v=UMbPUNeaqK4
|