( آنهْ هم منافق) |
وهذه كناية بغدادية يقولها من اضطر لاقرار امر، وهو مكره على اقراره، واصل الكناية: ان عبد المجيد الشاوي، كان عضواً في وزارة عبد الرحمن النقيب، اول وزارة في الحكم الوطني، في حين ان وزير الداخلية طالب النقيب كان فتاكا قويا، وكان رئيس الوزراء يتسلم 7000 ربية كمرتب له، ومرتب الوزير ثلاثة آلاف ربية، فقدم طالب النقيب اقتراحا يطلب فيه ان يكون مرتب وزير الداخلية خمسة آلاف ربية، فتذاكر مجلس الوزراء الامر خارج الجلسة، في غياب النقيب، واتفقوا على رفض الاقتراح، ولما اجتمع المجلس، طرح الرئيس اقتراح وزير الداخلية بحضوره، واخذ يسأل كل وزير عن رأيه، فيجيب (موافق)، حتى وصل الدور الى عبد المجيد الشاوي، فسأله عن رأيه، فاجاب: (آني هم منافق). كم واحد سيكون موافقا على قرارات العبادي بالغاء المناصب التي تعتبر حقا من حقوق الكتل السياسية بحسب المحاصصة التي جاءت بهذه القوى للحكم، الصوت هذه المرة عالٍ ومن المعيب ان نترك حيدر العبادي يتصدى بمفرده لمارد الاحزاب المتنفذة، وعلى الشعب الذي اعطاه التفويض ان يكون فاعلا هذه المرة، وينبري للدفاع عن الرجل بشتى الاسلحة، لانه بدأ الخطوة الاولى، والخطوة الاولى اخطر خطوة في طريق الاصلاح السياسي والاجتماعي والخدماتي. الآن حيدر العبادي ينتظر ردود الافعال من القوى السياسية، وهو قد دعا فوجا خاصا لحمايته، ربما الرجل يعرف حجم ما اقدم عليه، وهو يعلم ان الدستور لايتيح له العمل كثيرا، لكنه مطالب من الشعب ووجد نفسه بين فكي رحى، بداية على جميع الوزراء ان يعطوا اصواتهم لرئيس الوزراء ويقفوا معه في برنامج الاصلاح، تاركين العمل للكتلة او الحزب او الجهة، حتى الآن الولايات المتحدة لم تنبس بابنة شفة، وهل انها ستؤيد العبادي ، ام ان علاقات بعض الكتل ستؤثر كثيرا على الموقف الاميركي، وهل من الممكن تجميد الدستور لبعض الوقت للتخلص من بعض مواده المجحفة. كم من المسؤولين والناس العاديين سيتحولون من تقليد السيد السيستاني الى تقليد مرجع آخر، على الاقل لجعل التوجيهات التي وضعها المرجع غير ملزمة لهم، نواب رئيس الوزراء والجمهورية ليسوا بمفردهم، هناك الكتل التي ينتمون اليها، وهناك المكاتب الصحفية والاتباع والموظفون، فقط المالكي لديه اكثر من 150 في مكتبه، واحسبها على ثلاثة نواب، وكذلك نواب رئيس الوزراء، كل هذا الضغط مضافا الى حمايات النواب، وافواج رئيس الجمهورية ستشكل حاجزاً كبيرا بوجه اصلاحات العبادي الاخيرة. انه جيش من المنتفعين الذين سيجدون انفسهم بلا عمل وبالتالي ستكون الاحتجاجات والتظاهرات المضادة، وهذا الامر محسوب، ومن الممكن ان العبادي اتخذ احتياطاته له، هناك اصلاحات، وهناك من تؤثر عليه هذه الاصلاحات ولا اعتقد انه سيبقى صامتا، انها ثورة كبيرة اوقد بدايتها العبادي وعلى الشعب ان يكون مستعداً لها، وان يتنازل البعض عن بعض المميزات الخاصة خدمة للوطن الذي يمر بمحنة كبيرة، انها محنة كبيرة مشفوعة بانهيار اسعار النفط ونقص كبير في ميزانية الدولة العراقية، وعلى الجميع ان يقول انا موافق بقناعة تامة وان لايتلاعب بالالفاظ كما فعل الشاوي حين قال : انا منافق. |