البابا يغسل ويقبل قدم مسلمة / بقلم: مهدي المولى |
لا شك ان هذا التصرف رسم صورة حقيقية لدور الدين من خلال تصرفات رجل الدين حيث اصبح الدين في زمننا تجارة ووسيلة رابحة لللصوص والقتلة واهل الرذيلة والفساد لاعداء الانسان والحياة لكل من يريد شرا بالانسان بالله بالدين ان يمتطي الدين لتحقيق رغباته السيئة وشهواته الحقيرة لكن تصرف البابا الجديد عندما التقى بمجموعة من بني الانسان بمجموعة من الذين اتعبتهم الحياة وغسل اقدامهم ثم قبلها وهذه المجموعة من مختلف الاديان بينهم مسلمون لم يسأل عن ايمانه عن اعتقاده انه انسان فان هذا التصرف سد الابواب بوجه الكثير من الذين وجدوا في الدين وسيلة لتحقيق رغباتهم السيئة من الكاذبين والمزورين وقال لهم رجل الدين واجبه ان يعيش مع الناس كل الناس وان يزرع المحبة والصدق ونكران الذات في نفوسهم ويستأصل الكره والكذب والانانية منها فالله محبة وصدق ونكران ذات فحب الناس هو حب الله وكره الناس هو كره الله فكل الاديان كانت دعوة من اجل حياة حرة كريمة للانسان من اجل سعادته من اجل خلق نزعة انسانية صرفة بعيدة كل البعد عن التعصب عن اي كره او حقد فالانسان روح الله حبيب الله ابن الله الويل كل الويل لمن يهين يضطهد يسيء للانسان انها اساءة لله اعلان حرب على الله فاي دعوة تسيء للانسان تزيد في جوعه في فقره في ذله دعوة معادية لله حتى وان كانت من اجل الله يقول المسلم المتنور الانسان علي شريعتي عندما ينشب حريق في احد البيوت ويأتي شخص يدعوك الى الصلاة الى التضرع الى الله عليك ان تعلم انها دعوة خائنة هذا يعني اطفاء الحريق افضل من الصلاة فعمل الخير للاخرين ودفع الشر عنهم هو الايمان الحقيقي بالله والعبادة الحقيقة لله فاي دعوة تطلب منك التخلي عن منفعة الاخرين ودفع الخطر عنهم والتوجه للصلاة خيانة وتصرف معادي لك ولله سبحانه وتعالى فالناس قدست المسيح ومحمد واباذر والامام علي وعمر لا لانهمم كانوا يصلون ويبنون المساجد وانما لانهم احبوا الناس كل الناس وتألموا لالمهم وفرحوا لفرحهم وانشغلوا بالاخرين ومنفعة وفائدة الاخرين في حين انهم تجاهلوا مصالحهم الخاصة ورغباتهم الذاتية فكانوا يجوعون من اجل ان يشبع غيرهم ويتعبون من اجل ان راحة الاخرين ويشقون من اجل سعادة الاخرين فكان الامام علي يعطي طعامه الذي لا يملك غيره الى الاخرين وعاش ومات للاخرين لم يبن بيتا او يجمع مالا فكان يحث ويعمل على ان يجعل من الاخرين ان يسكنوا بيوتا ملابس نظيفة راقية لكنه يرتدي ملابس قديمة بالية وعندما يسألوه لماذا تدعونا ارتداء ملابس جديدة قال لاني مسؤول عن الاخرين والمسؤول في نهج الامام علي عليه ان يأكل يلبس يسكن ابسط ما يأكله يلبسه يسكنه ابسط الناس هذا هو الدين وهذا هو رجل الدين للاسف الشديد نرى الكثير من رجال الدين جعلوا من الدين عاهرة في خدمة الطغاة البغاة اعداء الله واعداء الانسان وهكذا نرى كل طاغية وكل فرعون صنع له دين خاص به والله خاص به وخلق له رجال دين يفتون حسب رغباته السيئة وأهوائه الحقيرة وكل واحد يدعي دينه الصحيح الاصح وربه هو الواحد الاوحد واخذ بعضهم يقتل بعض ويعلن الحرب على الاخرين بحجة نشر دين الله ورفع اسم الله والحقيقة من اجل رفع اسم الحاكم وتقوية نفوذه وزيادة امواله وهكذا كل الاطراف المتقاتلة تدعي انها ممثلة لله ولدين الله وهكذا ضاع الله وذاع دين الله واصبحت الاغلبية من بني البشر لا حول لها ولا قوة ضحية لرغبات وشهوات اعداء الله يا ترى اين الله اين دين الله ضاع واصبح الله هو الحاكم والدين هو الخضوع لهذا الحاكم وهكذا لم يبق من الله ودين الله الا اسمه لهذا على الذين يؤمنون بالله والذين ينهجون نهج الله ان يتوحدوا للتصدي لاعداء الله واسترداد الله ودين الله من هؤلاء اللصوص الذين سرقوا الله ودين الله وجعلوا منهما وسيلة لقتل ابناء الله احباب الله لقمع واضطهاد كل من سار على دين الله ونهج نهج الله الغريب ان اشد اعداء الله ومحبي الله يلجئون الى الله عندما يشعرون بالهزيمة فهذا الطاغية عدوا الله وعدوا دين الله وعدو كتاب الله المنافق معاوية عندما شعر بالهزيمة رفع كتاب الله ليخدع محبي الله وفعلا نجحت خطته وبعد ذلك اعلن الحرب على كل انسان يؤمن بالله وينهج نهج الله فالذي يؤمن بالله لا يعرف الكذب ولا الغدر ولا الخيانة ناكرا ذاته كل حياته في خدمة الاخرين ومن اجلهم محبا للجميع البشر يارجال الدين اخرجوا من صوامعكم من غرفكم من معابدكم وتوجهوا الى اللقاء بالله من خلال اللقاء بالناس جميعا بالفقراء بالمعذبين باليتامى بالارامل بالمحتاجين توجهوا الى المعامل الى الحقول الى المستشفيات الى السجون لا شك انكم ستجدون الله هناك ستلتقون بالله فالله لا يأتي ولا ينظر الى القصور المحصنة التي تقتصر على الملوك ومن حولهم واجهوا الظالمين والمجرمين بقوة الكلمة فالكلمة اقوى وامضى سلاح في الارض الله انزل الكلمة ولم ينزل سيفا فالسلاح هو اداة الشيطان والكلمة هي أداة الرحمن |