اتخاذ الشعار في الحرب.. الشيخ احمد الشيباني‏.

بسم الله الرحمن الرحيم
((اتخاذ الشعار في الحرب))
من الامور المهمة التي ينبغي اتخاذها في الحرب هي مسألة الشعار، والشعار يعني الهدف الذي يرفعه الجيش ويسعى لتحقيقه، سواء كان لفظيا أم مكتوبا، وسواء كان على شكل راية أو علامة صغيرة تعلق على صدور المقاتلين، 
قال سيدنا الشهيد في (ما وراء الفقه): والشعار هو اللفظ الذي يجعل للجيش لإثارة الهمة فيهم الحماس بينهم. ووجوده ليس واجبا ولكنه مستحبّ بلا إشكال. وعليه السيرة منذ زمان النبي (صلّى الله عليه وآله) ومن الأدب الإسلامي بلا إشكال .
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : >شعارنا: يا محمد يا محمد. وشعارنا يوم بدر: يا نصر اللَّه اقترب اقترب. وشعار المسلمين يوم أحد: يا نصر اللَّه اقترب. ويوم بني النضير: يا روح القدس أرح. ويوم بني القينقاع: يا ربنا لا يغلبنك ويوم الطائف: يا رضوان. وشعار يوم حنين: يا بني عبد اللَّه يا بني عبد اللَّه. ويوم الأحزاب: حم لا ينصرون ويوم بني قريظة: يا سلام أسلمهم. ويوم المريسيع وهو يوم بني المصطلق: إلّا إلى اللَّه الأمر. ويوم الحديبية: إلّا لعنة اللَّه على الظالمين. ويوم خيبر يوم القموص: يا عليّ إنهم من عل. ويوم الفتح: نحن عباد اللَّه حقّاً حقّاً. ويوم تبوك: يا أحد يا صمد. ويوم بني الملوح: أمت أمت. ويوم صفين: يا نصر اللَّه. وشعار الحسين: يا محمد. وشعارنا: يا محمد<.
ويمكن أن نفهم من هذه الرواية أمورا:
أولاً: أن الشعار ضروري للجيش.
ثانياً: أنه يستفاد منه لإثارة الهمة والحماس.
ثالثاً: يحسن أن يكون لفظه موزوناً نسبياً بميزان نظم الشعر، أو قريباً منه. ولا يكون ثقيل اللفظ أو مشوشاً.
رابعاً: أن يكون عبارة مختصرة قابلة للحفظ من الأفراد.
خامساً: ان یکون لفظاً شرعياً واخلاقياً مناسباً للدعوة الحقة.
وما يسمّى بسر الليل في الجيوش المعاصرة هو شكل من أشكال الشعار، فيكون مشمولاً لحكمه لا محالة )) انتهى كلام السيد الشهيد قدس سره.
اقول: إن الشعار الذي يرفعه الجيش يعكس توجهات الجيش الاخلاقية والعقائدية والسياسية والدينية، ولا شك ان رفع شعار ((كلمة الله هي العليا)) أهم شعار يرفعه المقاتلون في سبيل الله، وهو شعار جامع مانع لكل شعار، فقد قال النبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم -: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله))


الشيخ احمد الشيباني‏.