تظاهرات اجتاحت مدن العراق احتجاجا على سوء الخدمات وزيادة معاناة اغلب العراقيين وخصوصا المغلوب على امرهم وذوو الدخل المنخفض والمتوسط ..انطلقت هذه المظاهرات الشبابية والشباب يمتلك الطاقة والقدرة على التذمر والعصيان ورفض كل القوانين الجائرة والتي لا تحاسب السراق والمجرمين ولا المقصرين .. انظلقت تلك المظاهرات وهي تعلن عن وصول الصبر الى اقصى حالاته رافضة هذا الاستخفاف بعقول الناس وكرامتهم لتعلنها صرخات مدوية بان الاوان لوضع النقاط على الحروف قد حان رغم اننا للاسف قد انتظرنا طويلا كي يثور الشعب بشبابه وهو يرى بلدانا وشعوب اخرى اقل امكانيات مما لدينا وشعوبهم تعيش نوعا من الرفاهية والاستقرار .. كنا ننتظر ان تحرك هذه المظاهرات الخوف لدى مسؤولي معاناة الشعب ويحاولوا الاصلاح الا اننا قد رأينا ان الحلول التي تم التثقيف والتركيز عليها لتخدير الشعب ما هي الا فرص لتنفيذ اجندات بقت على الرفوف تنتظر الفرصة للانقاض على مناوئيهم ففي الوقت الذي حاول المالكي استغلال هذا الحدث كفرصة للاطاحة بالعبادي باعتباره مقصرا ولم يفعل اي شيء خلال فترة حكمه ظهر هذا الاخير اكثر حنكة منه واصدر قرارات بحجة التوفير وايقاف التبذير ازال فيها المالكي وبنفس الوقت معه مسؤولين اخرين قد يشكلون خطرا عليه وبذلك فان هذه الحكومة ستتجه لتكون اكثر استبدادا و دكتاتورية . وبدلا من اصلاح دستورها الاعوج الذي رسخ الطائفية فان هذه الحكومة ستكون اكثر طائفية من سابقاتها وستشتد الازمات مستقبلا وسيتحول عمل الادارات الحكومية من العمل والاصلاح الى التركيز على عمليات انتقام متبادلة ومواجهات !. كان الجميع ينتظر ان يصدر قرارا يشكل بموجبه لجنة وزارية مشتركة ترتبط برئيس الدولة او مجلس الوزراء تباشر مهام اصلاح و بناء منظومة سريعة للكهرباء والماء وتخصص الاموال اللازمة لها وبذلك تنهي معاناة الاكثرية الا انها بدلا من ذلك ستجمع كل الاموال التي ستوفرها وستضخها في افسد جهازين وجدا في العراق الا وهما الجيش والامن .!! وكأن حال لسانهم يقول ان سبب فساد الحكومات المتلاحقة هي داعش في عملية حسابية خاطئة تخفي ان الفساد ونية سرقة اقوات الشعب وثروات اجيالنا القادمة بدأت منذ ان كانوا يسمون انفسهم معارضة للحكومة الوطنية العراقية التي صانت العراق وحمته وبنته ..اذن هم معارضة للبناء والتطور والدفاع عن الوطن اذن يا شباب العراق مظاهراتكم كان يفترض بها ان تطالب بالغاء الدستور وتبديل الحكومة الفاسدة وقاعدتها التي تحركها من معممين وعملاء وتبعية لإيران وعليه فان ما حدث ما هو الا تطبيق للمثل العراقي المعروف تيتي تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي .!
|