صورة التقطتها من جريدة الأخبار المصرية تأملت فيها وقرأت مأساة شعبنا من خلالها واحسست مشاعرهم ومتاعبهم التي دفعتهم أن يعلقوا النعال أجلكم الله ويمثلوه بأعضاء البرلمان العراقي !!! هنا لا بد أن أتكلم بحيادية ولأجل العراق فقط فأنا من أوائل الذين دعوا لحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة وتغيير مفوضية الانتخابات وجعلها مستقلة بشكل حقيقي وإبعاد المحاصصة المذهبية والحزبية والقومية عنها ... أنا لست عضوا سابقا ولا حاليا في البرلمان وليس عندي صفقات مالية أو سياسية معهم ومن هنا فأنا أتحدث بتجرد وشجاعة ووضوح في ظروف عصيبة وحساسة وشائكة تمر بها بلادنا اسمحوا لي أن أسجل تحفظي واستغرابي على هذه الصورة فإنها لاتليق بنا كعراقيين فنحن نملك أعرافا وقيما تميزنا عن الشعوب الأخرى نحن لسنا في اوكرانيا حتى نلقي المسؤولين في حاويات الأزبال فالذين عندنا لهم أهل وعشيرة ماذا يقول عنا الناس ونحن نشّبه اعضاء البرلمان بهذه الطريقة والواقع أننا من انتخبهم ويمثلون آرادتنا واختيارنا وأبناء عشائرنا بغض النظر عن حسنهم وقبحهم فهم بالتالي إما أجداد أو آباء أو إخوان او اعمام او اخوال او جيران واصدقاء بالتالي لم يأتوا من كوكب اخر ، هذا مشهد ذكرني ماكان يحكيه والدي الحاج عبدالوهاب الملا رحمه الله عن التقلبات في طبيعة بعض أبناء الشعب العراقي يوم خرج بعض الناس زمن الملوكية التي خسرناها وندمنا على ضياعها فقالوا يومها " نوري السعيد القندره وصالح جبر قيطانه " ثم انقلب الشعار فقالوا "نوري سعيد شدة ورد وصالح جبر ريحانه " دققوا في هذا الشعار وكيف انقلبنا ٣٦٠ درجة ، مشكلتنا أننا نبالغ في كل شيء إذا أحببنا بالغنا واذا كرهنا أمعنا وإذا أعطينا أفرطنا وإذا منعنا حرمنا وهذا ما أوصلنا إلى حالة وشكل من أشكال الدمار والتخلف والشتات فهذا خلاف طبيعة البشر الذي لابد اأ يلتزم بالوسطية في كل شيء "ليس كل مافعلته الحكومة خطأ وليس كل مايقوله الشعب صحيح" الذي يهمنا قيمتنا وكرامتنا أمام الناس والأمم ،اذا لم يعجبكم نظام الحكم وشكله غيروه وفق الأطر الدستورية القانونية وعليكم أن تعرفوا إلى أين أنتم ذاهبون إذا لم يعجبكم الدستور غيروا ما أردتم وهذا منصوص عليه بالدستور نفسه إذا لم يعجبكم البرلمان طالبوا بحله والإتيان بغيره افعلوا كل شيء لكن دون أن نفقد كرامتنا ونسفك دمائنا ونضعف هيبتنا ونحط من شأننا وكل هذا لا يعطي العذر لا إلى الحكومة ولا إلى البرلمان بأي اخفاق حدث على مدى السنوات الماضية ولكن دائما يكون في وسط الظلمة نور وضياء يتمثل بحرية الكلمة والموقف الذي رأيناه في العراق وكيف أن الشعب قال ما أراد دون منع أو قمع أو ايذاء وإنما قال كل شيء أمام الإعلام ليغير المنكر ويأمر بالمعروف حافظوا على ماتبقى من هيبة البلاد فليس من بلاد إلا وفيها فساد وظلم وتعدي احفظوا هيبة الشعب باستخدام العقل والمنطق لاتسمحوا لأحد أن يرقص على جراحكم فمعظم القنوات الفضائية هي دكاكين مخابرات دولية نخرت جسد العراق وأضعفته وعاشت على مال السحت والإبتزاز لبعض السياسيين والمسؤولين ... وهنا أسجل تحية خالصة صادقة لشعبي العراقي الكبير في فهمه وأخلاقه وكرمه وحرصه وثباته في ساحات التظاهر وسِعة صدره وبعد نظره
الشيخ خالد الملا
|