لأول مرة منذ 1978.. إسرائيل تكشف عن (كواليس) مفاوضاتها مع مصر بشأن (اتفاقية السلام) الحلقه الاولى


العراق تايمز: 

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إفراج الأرشيف الإسرائيلي عن وثائق تاريخية ومذكرات سرية تعود إلى فترة المفاوضات بين مصر وإسرائيل، مضيفة أن جزءا كبيرا من المادة التي تم الإفراج عنها تتعلق بالمشكلة الفلسطينية، مشيرة إلى مواجهة الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات، كزعيم للأمة العربية، ضغوطًا كبيرة من الدول العربية لحل أزمة الأراضي المحتلة، حتى تم التوصل للصيغة التي أتاحت تخطيها وتمريرها للأجيال المقبلة.


ذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أنه في 2 يوليو 1978، التقى وزير الخارجية الإسرائيلي "موشيه ديان"، بنائب الرئيس الأمريكي "والتر مونديل"، مضيفة أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل كانت متوترة؛ بسبب الاختلاف في وجهات النظر بعد زيارة السادات لإسرائيل، ولم يحدث تقدمًا، مشيرة إلى أن الأمريكان ضغطوا على إسرائيل للانسحاب، وأن السادات طلب الانسحاب أيضًا من الضفة الغربية.


أضافت الصحيفة، أن موشيه دايان رد على الانسحاب قائلًا: "هذه ليست وظيفتي لانتقاد الرئيس، وإذا أراد رئيس الحكومة ذلك فليفعل هو.. وهذا لا يعني أنني لست قلقًا، وفي بعض الأحيان أشعر بالإهانة من البيت الأبيض.. علينا أن نصنع السلام، ليس مع الولايات المتحدة الأمريكية ولكن العرب أيضًا.. وهذا يساعد بمقدار كبير، الكثير ينتج عن سياستكم الزائفة.. ومشكلة غزة تزيد الضغط على إسرائيل.. إحساسي أن السادات يشعر بأنه لا يستطيع أن يحقق سلام منفصل سواء باتجاه سيناء أو باتجاه الضفة الغربية، إلا إذا نجح بإدخال حسين، السادات لن يوقع على اتفاق سلام وسيجلب لنا الضغط، ليبتزنا وتُحل قضية واحدة، ويتجاوز الأخرى، ونبقى دائمًا في الجانب غير الصحيح"، ورد نائب الرئيس الأمريكي والتر مونديل، قائلًا: "نرى أن أي عملية سوف تحدث في الضفة الغربية، لابد أن ترتبط بالأردن".

 


وتابعت، أن "دايان" انتقد الطريقة الأمريكية حيث أنها تملي ما يجب فعله، مضيفًا: "أنتم تصيغون لنا الجواب وتقولون لنا كيف نوقع، نحن نبحث عن طريق لاستمرار المفاوضات، ولدينا جانب واحد السادات، ولكن هناك رئيس الحكومة بيجيبن"، مشيرًا إلى أن "السؤال الأساسي هنا، هل يوافق السادات على التوقيع على الاتفاقية، وأيضًا فيما يخص الضفة الغربية أو على الأقل غزة، أم أنه سينتظر حتى انضمام الأردن".


استطردت "أحرونوت"، قائلة: "إنه في نهاية اللقاء دعا مونديل، لاجتماع لمجلس الوزراء في القدس"، مشيرة إلى أن نائب الرئيس دعا وزير الخارجية الإسرائيلي للقاء قمة في لندن، حيث من المتوقع أن تقدم مصر برنامجها للسلام، ولفتت إلى أن الحجج والقلق ظل كما هو، حتى العبارات المبتذلة، وقال ديان "أنا أقول هنا ما يجري على الطاولة من الجانب الآخر، أعطوا لنا الضفة الغربية والأردن، أعطوا لنا قطاع غزة، وبعد ذلك نجري مفاوضات، أخرجوا ناسكم من هناك وبعدها فقط نجري مفاوضات".


وأوضحت، أن يجئال هوروفيتس، وزير السياحة والتجارة الإسرائيلي، ألقى كلمة البداية خلال اللقاء، قائلًا: "أنا أعرف أن ما هي الحرب، في الحرب الأخيرة فقدت بنت أخت وبنتين أخ، وأولادي حاربوا، ولذلك أنا لا بد أن أقول لك سيدي، إنه على الرغم من أن قد يخيب أمل الولايات المتحدة والعالم، يجب علينا أن نعود إلى حدود 67، ونحن مستعدون لتحمل مخاطر ذلك، وأيضًا إذا قامت حرب، لم نعود مرة ثانية، وحرب أكتوبر ستصبح لعب عيال مقارنة بما سيحدث لنا إذا عدنا لحدود 67".


وتابعت، ورد موندييل "موقفنا دائمًا أن السلام هو مصلحة إسرائيلية.. هؤلاء هم قادتكم الذين قالوا، إن انتصارات المعركة تظل مؤقتة دائمًا، لم أطلب أبدًا الانسحاب الكامل لحدود 67، واضح أن هناك خطوطا واضحة للمفاوضات مقبولة لديكم.. لم نجر علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية أبدًا، فهي خارج الصورة، ولم تكون هناك طالما لم يعترفوا بقيام إسرائيل، وفي الحقيقة نحن نعارض وجود دولة فلسطينية مستقلة، نحن لا نريد ذلك.. نحن نريد أي اتصال بواسطة العلاقات مع الأردن".


أضافت الصحيفة، أن وزير الزراعة "أرئيل شارون"، شن هجومًا ضد الحكومة، قائلًا لموندييل: "غريب بالنسبة لي أن أنتمي إلى الدولة الوحيدة في العالم التي يجب أن تبرر وجودها، وحقها في الأمن.. الإرهاب الفلسطيني لم يبدأ بعد حرب 48، كان لنا مئات المتضررين في سنوات الـ30، و29، و21، و1920". وقالت، إنه في تلك الأيام، انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي التدخل الأمريكي في أوكرانيا، مشيرة إلى حديث "شارون" وقتها حينما حث على عدم الاعتماد على الضمانات الأمنية الأمريكية، حيث قال "الضمانات التي أخذناها في عام 57 عندما انسحبنا من سيناء، لم يساعدونا في 1967".


المصدر: المشرق