ماذا وراء التهويل الايراني للمالکي؟

التظاهرات و حرکة الاحتجاج الشعبية العراقية تتعاظم و معها يتضائل و يتقزم الفاسدون الذين لم يکونوا بمستوى الامانة الوطنية التي فوضها الشعب إليهم کمسٶولين في مختلف مفاصل الدولة العراقية، ويوما بعد يوم يزداد ترديد و ذکر أسماء هٶلاء الذين لم يکونوا في مستوى الامانة، غير إن الاسم الذي يذکر کثيرا و يتم الترکيز عليه بإعتباره المسٶول رقم واحد عن ماآلت إليه الاوضاع في العراق، هو إسم نوري المالکي الذي رافقت فترتي ولايتيه الفاشلتين معظم فصول المآسي و الويلات التي عانى و يعاني منها الشعب العراقي.
المالکي الذي لعب دورا غريبا من نوعه و إستغل السلطة بأسوء صورة ممکنة و تدخل في القضاء و إستغله کوسيلة لتصفية حساباته مع خصومه، وإستغل موارد الدولة و ثروات الشعب من أجل أهداف ضيقة مشبوهة، تسعى أقلام صفراء مشبوهة للدفاع عنه بأساليب ملتوية على طريقة دس السم في العسل، وبطبيعة الحال فإن هذه الاقلام المدفوعة الثمن لايمکنها أن تغير من قناعات الشعب العراقي الذي طفح به الکيل و خرج ليصرخ مطالبا بحقه المهضوم منذ أعوام طويلة، غير إن الذي يجب أن ننتبه إليه جيدا هو ذلك الدفاع غير العادي الذي إنبرت وسائل إعلام إيرانية قريبة من دوائر القرار للدفاع المستميت عن المالکي و تهويل صورته و حجمه أکثر من اللازم کما فعلت وکالة أنباء"تسنيم"شبه الرسمية المقربة من الحرس الثوري و الاستخبارات الايرانية.
وکالة "تسنيم"، قالت في تغطية عبر مقال تحليلي لها حمل عنوان"مالذي يقرأه الايرانيون الاستراتيجيون ولايراه بعض العراقيين؟"، والذي جاء بعد يوم واحد على قرار البرلمان العراقي المصادقة على حزمة إصلاحات تشمل إلغاء منصب المالکي کنائب لرئيس الجمهورية قائلة بإن المالکي"أحد أبرز أقطاب جبهة المقاومة و الممانعة في المنطقة"، وذهبت أبعد من ذلك عندما ذکرت ماوصفته ب"البعد الاستراتيجي المهم الذي إکتشفه الايرانيون في شخصية المالکي و دوره و موقعه لايريد الفرقاء السياسيين العراقيين أن يرونه؛ بمن فيهم بعض أطراف حزب الدعوة الذي يقوده المالکي".
هذا الکلام الذي يعلم العراقيون جيدا بإن کله"تصفيط على تصفيط"و کلام غير موزون و أبعد مايکون عن الحقيقة، ذلك إن هذه الوکالة التي تردد کلاما أرسل إليها من قبل دوائر إيرانية عليا، تحاول تضليل الرأي العام العراقي وخصوصا المتظاهرين الذي طفح بهم الکيل ولم يعد بوسعهم السکوت و الصمت عن الفاسدين و السراق الذين لم يکونوا في مستوى المسٶولية، وان کلام وکالة"تسنيم"المنمق و البراق لايسمن ولايشبع بل ولايفيد شيئا بالمرة بل هو نفس الکلام الذي کانت تردده أبواقا مأجورة تابعة للمالکي أيام ولايتيه المشٶومتين، ومن الطبيعي على طهران أن تبادر للدفاع عن حليف الامس لإنها تعرف بإنه لو فتحت سجلاته في دوره المشبوه في فتح أبواب العراق أمام نفوذ و هيمنة طهران و جعل البلاد أشبه ماتکون بمحافظة تابعة لإيران، فإن ملف العلاقات الايرانية العراقية سيطرح بقوة و سيطالب الشعب بوضع حد للدور الايراني و إحترام السيادة الوطنية للعراق و التي إنتهکت منذ ولايتي المالکي و الى يومنا هذا!