وافق او نافق .... والا انت مارق !

 

لا ادري كيف لنا ان نصف المشهد العراقي  ؟ الذي بات مربكا لكل متابعيه , هذا المشهد الذي يحاول الساسه رسمه بألوان شتى وأقلام مختلفة ومتعاكسة الاتجاهات أحيانا وكل منهم يدعي لقلمه الريادة ولرأيه السيادة ولحكمته اليد الطولي ولإتباعه دون غيرهم  البوصلة ألموجهه , معتقدا بان الحقيقه ألمطلقه في رأسه وفي عقله دون غيره  ويعمل جاهدا على إلغاء الطرف الأخر دون آبه بالرأي الأخر وغير مستعد لسماع وجهة نظر تتقاطع مع ما يريد الوصول إليه  لدرجة بات  عدنا  الاختلاف في الرأي  يولد قطيعه او ربما اقتتال وفي أدناها  الى افتعال الكثير من المشاكل  والتعقيدات التي تنعكس على امن المواطن  ورزقه  الذي بات ضحية لهذه المماحكات وتلك الاختلافات من اجل هذا السياسي اوذاك . ان الإيمان بفكرة الرأي والرأي الأخر لا تعني مجرد السماح بالتعبير او البوح بالأفكار وإنما هيه ثقافة مجتمع  حق وواجب على الجميع , فاحترام الرأي الأخر يتطلب  الاعتراف بالأخر قبل الاعتراف برئيه  والاستماع إليه بحسن النيه والأخذ به  بالعقل المنفتح والصدر المنشرح هيه أساسيات التعددية الفكرية والسياسية التي بديهيتهما الإصغاء للأخر ومشاركته الرأي مهما كانت الثقه في الذات عاليه  وكما قال الامام الشافعي  بما معناه (رأينا صواب محتمل الخطأ ورأى غيرنا خطأ محتمل الصواب) هذه هيه سياسة من يبحث عن الحقيقه وهذه هيه روحية من يريد الوصول الى الاتجاه الصحيح  .هذه ثقافة التوازن العقلاني وأخلاقيات التعددية في حين أن التعصب للرأى الواحد وإنكار الرأي الأخر من صفات ثقافة التخلف والتعصب الداله على محدودية الرأي وضيق الأفق وتحجر الفكر الذي يقوم على أساس الحقيقة ألمطلقه مع انه ليس هناك شخص يمتلكها  لكن ربما كل منا يملك جزء منها وبتقبلنا لهذه الجزئيات التي عند الآخرين نصل الى الحقيقة المرجوة  وهذا ما نسميه أحيانا بتوافق الآراء او تلاقح الافكار وحصيلة الحوار , واذا كان مبدأ التوافق امر معمول به منذ القدم وهو شبيه بمبدأ الشورى بشرط مراعاة ألمصلحه ألعامه وليس مصلحة المتحاورين او المتوافقين دون غيرهم ,الا ان حالنا ليس من الشورى بشيء لكون  توافقنا مبنيا على المحاباة أو المداراة  بل وتعداه أحيانا الى صفقات وتبادلات ومنافع شخصيه  للطبقات الخاصة بحجة ألعامه . ان الوعي السياسي مطلوب من الجميع سيما ما يتعلق بقبول الرأي الأخر  وإلا تحولت الآراء الى صراع مصالح وبات منطق رأي القوه لا قوة الرأي المتحكم بمقدراتنا   مما تجعل من المخالف عدوا والتخلص منه الشغل الشاغل لصاحب رأي القوه  , مما يسهل على المنافق ان يتملق لينال رضا هذا الطرف  بحجة التوافق لتكون له  سطوة ولو شكليه وان كان النفاق هو آفة الآفات ألسياسيه و من اخطر انواع السلوك البشري و علاماته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان المنافق اذا حدث كذب واذا اؤتمن خان واذا وعد اخلف فمن توفرت فيه واحدة  ففيه شعبة من شعب النفاق ). فما بالك بالسياسي  وهو مؤتمن على مصالح الامه  واذا لم يكن بهذا الوصف (مؤتمن) تحول الى منافق خائن للأمانة  وكذابا  مزورا للحقائق , وللأسف  ان بعض ممن يدعي  السياسة  و يعطي لنفسه صفة السياسي او من يرغمنا على انه يمثلنا شئنا ام ابينا  سواء جاء تمثيله لنا بالتزوير , بالخداع , بالكذب او بالتضليل  نجده يحدث الناس ويكذب على الجميع بأسلوب (ديموغوجي ) او الدعاية المضللة مستعينا  بالكذب والخداع واستثمار مخاوف الاخرين لتحقيق ماربه الرخيصة ساعيا في دعايته لجذب الاخرين حوله محاولا إقناعهم  او إرغامهم  سواء بالتملق اوتشويه الحقائق دون ، لهذا نجد خطابات سياسيينا مجرد رسوم على ورق رسمت بقلم الرصاص سرعان ما يمسحها او يغير مضمونها وفحواها لينسل من كل ما قاله ويبدأ نوعا من الخطاب الجديد محاولا تبرير ما قام به في السابق  بوعود وخطابات كاذبة هي الأخرى ،  فالمنافق مهزوم في نفسه قبل ان يهزمه خصمه لان لم يستطيع ان يروض نفسه ولم يستطع  ان يبني عقيدته الفكريه والسياسيه ولم يستطع تصديق ذاته بل يتباهى بقدرتة  على خداع الآخرين في حين هو ليس اكثرمن انسان بلا مبدا  تقوده وتوجهه غرائزه وتحكمه مصالحه ألشخصيه وأهوائه الرخيصة ليقضي حياته كائن طفيلي يعيش على حساب مصالح الامه  والمجتمع بنفاقه ضدهما  حيث باصطفافه  بجانب أصحاب رأي القوه يكون صاحب قوة الرأي  مارقا بنظرهم  تتوجب محاربته ومعاداته وإبعاده   بشتى الوسائل الميكافيليه وبهذا  يكون شعار اما معي او ضدي هو سيد الموقف وهو مبدا يشجع المنافقين على استثمار رذائل سلوكهم لتفيذ نزوات ورغبات اصحاب رأي القوه  بالضغط على الراي الاخر  محاولين الزامه بالموافقه  او ارغامه بالمساومة   , اذا لم توافق اذا انت مارق, يقينا بان هذا الأسلوب لا يحل  مشاكلنا ولا يضمد أي من جراحاتنا  التي يكمن  حلها في شيوع  ديمقراطية الحوار البناء والشفاف  المقترن بالحرص الشديد على حقوق كل مكونات الشعب العراقي معتمدا مبدأ المكاشفة والمصارحة   بتبادل الآراء البناءة التي تبتغي الوصول لحقيقة  الحلول ألمرضيه لكل ابناء الشعب  والتي تعطي كل ذي حق حقه وتعترف وتحترم الرأي والرأي الأخر مهما كانت هذه الاراء مؤلمه او قاسيه  ومن اي جهة أتت  ومن اي ملت خرجت وبهذا نفوت الفرصه  على المنافق الذي يمتطي بغلا أعرج ويعد نفسه فارسا وهو بلا سيف ولا قلم  0000000 ا   وقد قيل  في قديم الزمان على قدر الرؤوس تكون الآراء .