قصتي مع اسمي

كلنا نلد وليس لنا خيار في اصطفاء اسمنا الذي نحمله طيلة عمرنا ونفس الشيء حدث لآبائنا وأجدادنا ...وهكذا من تسلسل اسمائنا الشخصية وآبائنا وأجدادنا ولربما اسم العشيرة  تلد المرحلة الاولى من هويتنا الشخصية وهي الاسم الكامل الذي يدل علينا ويميزنا عن الاخرين .

وغالبا ماتصبح الأسماء الطويلة المركبة مصدر خطأ محتمل وقد تصبح مصدر ازعاج كلما حاولت كتابة اسمك الكامل على الحيز المتاح لكتابة الاسم في الأوراق والمستندات الرسمية او الهويات الشخصية الصغيرة الحجم أصلا ،،، وبما ان اسم والدي (محمد صالح) كان مركبا دأبت إدارات المدارس عندما كنت في العراق على جعل اسمي مختصراً الى مدحت صالح  وفي بعض الأحيان الى مدحت محمد صالح  واستمر هذا الامر ألى ان هاجرت الى كندا وحينذاك أخذ موظف الجنسية اخر اسم ظهر في جوازي العراقي وهو اسم جدي (محمود) فأختاره ليصبح لقبي  فأصبح اسمي من حينها مدحت محمود. ومثل هذا الامر حدث للكثير من المهاجرين الذين خضعت أسمائهم لبعض التغيير انسجاما مع ضوابط البلد الذي هاجروا اليه.

وقد حدثت لي كثير من الطرائف بسبب اسمي في الدول التي عملت فيها ولاسيما في الإمارات حين كان الجميع يعتقدون انني مصري بسبب اسمي ( مدحت صالح) ولاسيما بعد ظهور المطرب المصري مدحت صالح . كنت في ابو ظبي اعمل في عيادة كبيرة تضم عددا من الأطباء وللمريض الحق طبعا في اختيار الطبيب المعالج فدخلت علي يوما سيدة مصرية تأتي للعيادة لأول مرة وهتفت في مباشرة قائلة " الحمد لله انني وجدت في هذا العيادة طبيبا مصريا ليعالجني لأنني لا اثق بغير الطبيب المصري" فأبتسمت لها قائلا " لم لا تجربين طبيبا عراقيا ولكن اسمه مصري فقد تغيرين رأيك سيدتي".

وعندما بدأت اكتب مقالاتي في المجلات العربية في كندا ووسائل التواصل الاجتماعي كان بديهيا ان اكتب اسمي الحالي مدحت محمود ،، ولكن الغريب انه وصلتني ايميلات كثيرة من قرائي يتسائلون فيها ان كنت انا نفسي القاضي مدحت المحمود فأجيبهم فورا ان ذلك مجرد بعض التشابه في الاسم وإنني طبيب أسنان ولست قاضي . وفي احدى المرات وصلني إيميل من شخص طلب مني ان أقوم بتعديل راتب والده القاضي المتوفي لانه قد أصابه غبن كبير لدى احتساب خدمته التقاعدية .. وكل ذلك باعتباري أعلى سلطة قضائية في العراق !!!

ان الأعمار بيد الله وكل خوفي انه اذا داهمتني المنية فكل ما أخشاه ان ملك الموت قد يقبض علي خطأً باعتباري القاضي مدحت المحمود فأحاسب على جريرة هذا القاضي الفاسد الذي يردد الان حوالي ٣٠ مليون عراقي في مظاهراتهم الحاشدة طلبا محددا بوجوب طرده من وظيفته واحالته الى القضاء العادل لمحاسبته على خيانته للأمانة و لوظيفته كرئيس لأعلى سلطة قضائية في العراق . ان الأمة التي يستهتر فيها القاضي ويرتشى ثم يرتضى ان يكون عبدا مطيعا لرئيس وزراء شرير حيث يزين له الباطل ويزيغ عيون الناس عن الحق... مثل هذه الأمة لن تقوم لها قائمة ان لم تلفظ خارج رحمها هكذا قاضي جلب العار الى اشرف مهنة .. مهنة القضاء .

اللهم إحشرني يوم المعاد كمدحت محمود طبيب الاسنان الذي خفف من الام الالاف من البشر ولا تحاسبني حاشاك من الزلل والخطأ كمدحت المحمود القاضي الذي تسبب بآلام وتعاسة الملايين من البشر لاني اعلم جيدا ان لعنات العراقيين المظلومين ستطارده الى نهايته التعيسة.