إختلف الحرامية,,فأكتشف السراق!

هناك مقولة معروفة مفادها : عندما يختلف الحرامية ينكشف السراق ..وقصص (الحرامية) معروفة في التاريخ،لكن ان تبلغ سرقاتهم مليارات الدولارات، فهذا مالا يمكن تصوره ، الا في العراق!!

وما يحدث هذه الايام من فضائح تخرج الى العلن عبر فضائيات من خلال اتهامات لنواب ومسؤولين لآخرين من كتلهم نفسها او من خارجها، وبسرقات تبلغ عشرات المليارات ، أصبح الحديث اليومي للعراقيين ووسائل الاعلام ، لكن القضاء العراقي لم يتمكن حتى الان من تقديم أي فاسد أو حرامي الى العدالة!!

وأكثر ممن وصلت تصريحاتهم النارية عن الفساد الى واجهات الإعلام هو النائب مشعان الجبوري، الذي ما ان اختلف مع جماعته، حتى راح يتحدث عن مبالغ بالمليارات ، إتهم فيها رؤوسا كبيرة،كانت تربطه بهم علاقات متشابكة،يكشف تفشي هذا الوباء بدرجات مرعبة ومخيفة،الى الحد الذي يتسبب بالقيء والأسى لكثير من العراقيين الذين هالهم مايجري في بلدهم من عمليات نهب وتسليب لثروات بلدهم بهذه الطريقة التي يعلن (الحرامية) أنفسهم فضحها في وسائل الإعلام!!

وليس النائب مشعان الجبوري هو وحده من فضح سرقات الحرامية،الذين اختلف معهم،لكن النائب هيثم الجبوري وشخصيات على رأس الهرم السياسي وفي مؤسسات الدولة اتهمت رؤوسا كبيرة في السلطة بعمليات فساد وتحايل في نقل الأموال وبيع العملة من قبل مصارف أهلية وشخصيات من خلال مشاريع أرسيت بعهدتهم،وحصلوا من خلال رسوها عليهم عشرات المليارات من الدولارات!!

بل ان الامر راح أبعد من ذلك يكشف سرقات مصارف جرت قبل سنوات، والاستيلاء على عقارات ومصارف وشركات صيرفة قبض فيها السراق مليارات من الدولارات، وهم من أتباع جماعات دينية سياسية، لها ثقل رئيس في الشارع العراقي، وما زال لهم مكانة مرموقة على صعيد التأثير السياسي والثقل بين تلك القوى التي تتحكم بمستقبل البلد،وهي من تسعى للتغطية عليهم بأي ثمن،لكن ( البعض) لم يعد بالامكان الدفاع عنه فتم إخراجه من السلطة مرغما بعد ان تحول الى حديث الشارع العراقي ورفع إسمه بين أكبر اللافتات في التظاهرات الحاشدة!!

لانعرف ان كان الوصف الذي ينبطق على نظامنا السياسي بأنه أقام (دولة الحرامية) ،كما يطلق عليه في تظاهرات اليوم، ماشكل ظاهرة خطيرة إتسم بها هذا النظام بأكمله، وسقط امام انظار العراقيين، ولم تعد لأي من أركانه تلك ( القدسية ) التي كان يتمتع بها قبل سنوات، وذهبت تلك ( الهالة ) التي كان يلف بها نفسه، واذا به متهم حد العظم في ملفات الفساد الكبيرة، التي هدرت ثروة البلد وأوصلته الى اكبر بلد مفلس في التاريخ الحديث، مايتطلب التهيئة لنظام سياسي أكثر عدالة!!

أجل..ان الفضل الكبير في كل هذا الاكتشاف يعود الى اختلاف (الحرامية) على الغنيمة،حتى انفضح أمرهم الواحد تلو الآخر وهم يتساقطون الان كالاوراق التي ذبلت،كي يقدموا الى القضاء العادل،وليحاسبهم الشعب العراقي على ما اقترفوه من جرائم فساد وافساد..وهو ما ينتظره العراقيون الناقمون على ظلم حكامهم في وقت قريب!!



أما المتهمين بسقوط محافظات عراقية ومنها نينوى، فأن الأمر يبدو أكثر كارثيا، حتى ان أمر محاكمة المتسببين بتلك الجريمة الشنيعة، أصبحت مطلب الشارع العراقي،ويأمل العراقيون ان يروا القضاء العراقي وقد قال كلمته بحق من اضاعوا دم العراقيين بين القبائل!!