استمتعنا بنكات كثيرة مرت في حياتنا، كانت تبعث البهجة والفرح في نفوسنا، بل جلها كانت عِبَر ومواعظ تحاكي العقل بطريقة هزلية، النكت هي الأخرى تطورت مع تطور الزمن والتكنلوجيا، لتصبح عبارة عن ايقونات كل ايقونة تحتوي بداخلها مجموعة لا يستهان بها من النكات، منها ما هي اجتماعية ومنها ثقافية واخريات سياسية، والبعض منها فكرية ثقافية.
لكن أن تصل النكات دينية عقائدية أعتقد انها ظاهرة جديدة!، سمعنا أيضا عن ألقاب لقب بها بعض الساسة لشخصيات دينية، مثل مختار العصر، وزينب العصر، وأخوة يوسف، وما شاكل المعنى، نعم قد سمعنا عن النعجة "دولي" ومحاولة البعض لاستنساخ الشخص لأكثر من مرة ليبقى حاضرا عبر الزمن.
ارتضينا أن يستخفوا بعقولنا ويمرروا اكاذيبهم الصماء، مستعينين بالتطور التقني "الفوتوشوب" ليثبتوا أحقية حجتهم عمن سواهم، كل هذا جرى بمرأى من ذلك المواطن الفقير، وضعوه في غسالة أوتوماتيك مع قاصر الملابس البيضاء، وشغلوا الغسالة على المولدة؛ ليس لانقطاع الكهرباء طبعا لأن الكهرباء متوفرة، لكن ليتعبوا قلبه بالذبذبة الواطئة التي تصدر عن المولدة.
مع ذلك تحملنا واستحينا أن نقول لهم أنكم تضحكون علينا، فتربيتنا تمنعنا من التجاوز على الضيوف، ولنطبق المثل القائل "نام مظلوم ولا تنام ظالم"، فقد عزينا الأمر كله تارة لمراهقتهم السياسية، وأخرى كونهم حديثي عهد بفنون التعامل والمعاملة، مهما يكن لم يخطر في بالنا ولو للحظة معاتبتهم عن أي شيء ينطقون به.
لكن ما استفزني من المتأسلمين خروج أحدهم بمقارنة عقلية ضاربا بها مثالا يخترق الحجب عبر 1400 عام ليبين لنا مفاده: "إن النبي أولى بالعقوبة لو كانت لتتحقق من خيانة الرماة في معركة أحد حين غادروا مواقعهم في الجبل ولم يمتثلوا لأوامره، مما تسبب بخسارة المعركة حينها".
في الحقيقة أسلوب رائع وذكي من الممكن أن يفتح لنا آفاق واسعة للعقل البشري في التفكير، فبدل الوقوف على جادة المنتصف لانتظار الرؤية الحقيقية المنبثقة من أعماق العقل وما يحوي من هواجس مكتسبة منها، وأخرى فطرية لأصل التكوين، لينتج من خلالها بلورة رأي رصين تجريدي نابع من الواقع المعاش في تصور الحياة..!
حينها عرفت لماذا تمسكت قريش طوال عقود من الزمن بآلهتها، وأغلقت باب العقل والتدبر في ملكوت الله، وحاربت الرسول على نزول الوحي، فالملك عقيم لا يقبل القسمة على أثنين، فعند معرفة كل تلك الأسباب رجعت لوعيي وهدأت روعي واستحسنت القياس والعمل به.
|