القضاء و بوتفليقة العراق

في الجزائر خرج أنصار عبدالعزيز بوتفليقة ليطالبوا رئيسهم بعدم ترك السلطة والترشيح لدورة جديدة ؛ الرئيس لايستطيع الوقوف على قدميه لكنه لايريد أن يغمض عينيه وهو بعيد عن كرسي السلطة ؛ لذلك وافق على طلب " الجماهير " ؛ خرج من المستشفى لإلقاء خطاب الفوز وهو على كرسي متحرك ؛ ولازال يدير البلد من المستشفى والناس لاتعرف هل هو من الموتى أو من الأحياء ؛ شكله أصبح كالمومياء الحية الميتة لكن ولع السلطة تمدها بالحياة كلما أرادت الموت !


الأنصار الذين خرجوا للمطالبة بعودة رئيسهم للحياة ليس على نياتهم بل لإرتباط مصالحهم بوجوده وهم يعرفون ان فقدانه سيؤدي الى متاهات لاتحمد عقباها ؛ لكن عدد الانصار سيبقى جزءا ضئيلا بالنسبة الى المواطنين الراغبين برحيله واعداد الذين يتطلعون لحياة افضل ستبقى أكثر بكثير من أعداد الذين يعتاشون على الملوك والرؤساء في كل البلدان وفي كل العصور

في العراق خرج القضاة الانصار ليطالبوا رئيسهم بعدم تقديم استقالته وهذا ما اعاد ذاكرتي الى بوتفليقة لشدة التشابه بين الرجلين من حيث كبر السن والمسؤولية الملقاة عليهما

منصب بوتفليقة العراق لايقل عن منصب بوتفليقة الجزائر خصوصا في هذه الأيام ؛ لذلك تمسك الجميع به
الخائفون من بزوغ عصر العدالة يتمسكون بموروثهم السابق على علاته لينقذهم ويخرجهم الى بر الأمان وهذا الحال حصل في اليمن ايضا حيث بقيت اليمن يديرها علي عبدالله صالح وهو " مشوي " من شدة الإنفجار الذي استهدفه ولازال انصاره يدافعون عنه الى يومنا هذا ؛ أما غير الخائفين على أنفسهم فنراهم يعشقون التحديث و كل فعل جديد ليتماشى مع واقع الزمن الذي لايعود الى الوراء

نصيحة للرجلين من رواية أرض البرتقال الحزين لغسان كنفاني

" الإنسان يعيش ستين سنة في الغالب ؛ اليس كذلك ؛ أنه يقضي نصفها في النوم ؛ بقي ثلاثون سنة ؛ إطرح عشر سنوات مابين مرض وسفر وأكل وفراغ ؛ بقي عشرون ؛ إن نصف هذه العشرين قد مضت مع طفولة حمقاء ؛ ومدارس إبتدائية ؛ لقد بقي عشر سنوات فقط ؛ أليست جديرة بأن يعيشها الأنسان بطمأنية ؟