أيها الهندي الأحمر |
كثيرا ما ترسم الحوارات ولاسيما تلك التي تتولد لحظة إختفاء صورة المقابل حيث وجود ذلك الوسيط بينهم ليكتمل الحوار ويعطيك تأملا قد يفوق الخيال ويدخلك بعالم لا الوان له بل خرافة وغرابة حينما يأتيك مفهوم بات من العصور الجاهلية ومفهوم تراكمت فوقه الأتربة منذ أزمان عدة.
لا أعرف كيف وجد طريقه إلينا اليوم ليعزز مفهوم أو بالأحرى يعيد ولادة تخلف ورجعية ربما يكن متفنناً بكاريزما أكثر أناقة ومعاصرة لشكله حيث خفي تحت ذلك الهندام الذي رتب بعناية وذلك التنسيق عقلاً ناشفاً بات كالصحراء القاحلة أو تلك المتكسرة حين يحكم على المرأة التـــــجول داخل المنزل فقط ولا عمل لها سواه غلق بذلك ألف باب من الحياة حتى أصبح يعد عليها نسمات الهواء بالتقسيط بل يحجب كل جمال تحويه الطبيعة عن تلك العينين التي تضفي للحياة حياة.
قف يا هذا فإن كلماتك غصة يرفضها العصر بعد التحديق طويلاً لإدراكه بأنها تحتاج إلى وقفة تأمل سنخبرك أمراً بأن شكلك الباطني يبدو كالهنود الحمر أو أولئك الذي يرتدون قماشاً كجلود النمور بين الغابات فهي لا تخفي من أجسادهم إلا القليل منها فأنت من صنعت ذلك التأمل بأقاويلك ولاسيما إن التعرف عليك إقتصر على تلك التكنولوجيا ومواقع التواصل الإجتماعي أدركنا اليوم بأنه لا قدرة للتطور على تغيير بعض الأفكار الرجعية منها وتبقى كما هي بالية وبعقول أشخاص كنا نظن أن لا وجود لهم اليوم سوى في حكايات الماضي ومتاحف الفنانين وكتب النقاد.
ألم الأرواح تستغيث لعلها تلمس من التحضر والثقافة نظرة إحترام لمن ولدتك وجعلت منك رجلاً يقود المجتمع ولتلك الصغيرة التي تنتظر عودتك لتضع أمامك ما لم تأكله وأنت خارج المنزل حتى ساعات متأخرة من الليل.
مجرد إستفسار لماذا تسعى لصعود الأعالي من ترف الحياة ومراتب العلم وأنت تتطلع لمحيطك من دون أن تغير ولو فكرة صغيرة بذلك العقل أحاججك بأن الماضي لا يعود وبأن والدتك من تقتدي بها هي رمز للفخر والأمجاد لكن لكل عصر متطلباته فإن كانت ربة منزل فهذا لا يمنع بأن تكون زوجتك ونساء الأرض جميعن سيدات مجتمع فلكل عصر حكايته.
حاذر فأنت من فصيلة المنقرضين وعليك أن لا تستخدم تلك المفاهيم عند التقدم لخطبة فتاة فالكل يعلم بان المجرمين وحدهم بالسجون يعتاشون وحده ذلك المخطئ من يتحمل عواقب إجرامه من دون أن يرميها على المحيط وحده ذلك المذنب من يتقبل حكم الآخرين ضده لأنه على علم بانه لكل فعل ردة فعل لكن هي ذاتها فراشة تعشق رفة جناحيها بين الأزهار فهي كنسمات البحر لا حدود لها بل هي حمامة يا أيها السجان رفضها للرقود خلف أبواب الأقفاص حتماً لا نقاش فيه طيور الحب هي من تتقبل فكرة تلك الأقفاص ذات الألوان لكنها على علم بأنها مجبرة على أكل تلك الأطباق فهي على يقين بأن رفضها يحيلها لمجموعة الأموات. |