في ذكرى شهادة الصدر على أيدي الأعداء والأصحاب.. بقلم علي الزيدي

 

 

العراق تايمز: كتب علي الزيدي

كان هناك الكثير من رجال الدين وكانت اعمار اكثرهم في خريفها، وكانوا خليط من العرب والعجم وغيرهم، دخلت بينهم قبل نهاية البحث في درس البحث الخارج، وتابعت كأحدهم بقية تعقيبات استاذهم ( آية الله ...... ) والتي كانت خليط بين العربية والفارسية وانا اتقنهما معاً، ما أن انتهى الدرس حتى تفرق الجميع بسرعة وكأنهم على موعد مع درس آخر في مكان آخر، كنت على اطراف باب القاعة ما أن انتبه الأستاذ لوجودي حتى قال لي أهلاً شيخ علي تفضل إلى جانبي، تقدمت إلى قربه باحترام وصافحته وجلست إلى قربه فسلم علي وسألني عن والدي رحمه الله واخباره، ثم أكمل حديثاً بالفارسية قطعه بسببي مع شيخ كهل من طلاب بحثه الخارج .

أنهى حديثهما سريعاً والتفت إلي وسألني ماهذه اللفافات التي في يدي! فابستمت وقلت انني هنا بسببها، وفرشتها أمامه الواحده بعد الأخرى، وسماحته لايتكلم ولم استطع ان اُميز حقيقة شعوره تجاه مايرى لكنني رأيت الدهشة في عينيه وهو يخرط بكفه لحيته من الاعلى الى الاسفل ببطء شديد ويمعن النظر في تلك الوجوه السمراء التي افترشت أرض مسجد الكوفة وشوارع قربه وهي تنصت الى ذلك الكهل الذي يأسر القلوب والأبصار بجماله وهيبته ، رفع أحدها ووضعها فوق الأخرى وأخذ يقلب كل الصور ولاينطق ، ثم بعد دقائق إلتفت إلي قائلاً ( شيخنا هل هذا هو محمد الصدر ؟ ) قلت نعم سيدنا إنه السيد محمد محمد صادق الصدر، قال ( وهل هذا المكان هو مسجد الكوفة ؟) قلت نعم سيدنا الجليل ، فقال ياسبحان الله ! قلت مما تعجبكم سيدنا ؟ قال ( هذه الالاف من المصلين وهذه الصلاة المهيبة في العراق والآن وتحت سلطة صدام والبعث ! كيف لا اتعجب والبعث أعدم العشرات من الشباب لمجرد انهم دخلوا مسجدا ما وصلوا فيه !)

ثم اردف قائلاً انا اعرف محمد الصدر حين كنا ندرس معاً في النجف واعرف انه مؤمن صالح، لكن هذا الذي يحدث الآن شئ مريب ولايمكن تصديقه ) فقلت له سيدنا هل معنى كلامكم أن السيد الصدر يعمل لحساب صدام والبعث ، فقال الله أعلم لكن مايقوم به لايصدقه عاقل بحساب المكان والزمان ! ولايمكن لاحد أن يعيش في العراق وهو يفعل مايفعله محمد الصدر، فقلت له إذاً العذر الوحيد لتبرئة ساحة محمد الصدر هو ان يُقتل ؟ فقال الله اعلم الله اعلم. 


الحديث طويل والشجون أطول ولانفع من سرد الكثير لان ماخسرناه لايعوض ومافقدناه لايرد ومن فقدناه لايسد محله الدهر. 


السلام عليك يامن لايمكن ان يُعرف دون أن يُعشق. 


السلام عليك يا آخر شهدآء الطف. 


ملاحظة :
• نفس هذا الحوار حدث لي بعد أيام مع مرجع آخر من مراجع قم المقدسة. 
• لم يقف اي عالم لافي النجف ولافي قم مع الصدر الشهيد الابعد استشهاده.