بعد يأسهم: شباب العراق في رحلات هروب من الوطن إلى المجهول



العراق تايمز: (سكاي برس) نور الشطري


الحكومات التي توالت على عرش العراق والتي اهتمت بمصالحها الفئوية والحزبية والشخصية وتركت هموم المواطنين وما شعر به الشباب من من ضياع لمستقبلهم جعلهم يفكرون بالرحيل وترك البلد بحثا عن مستقبل مجهول لا يعلم بما سيؤول اليه إلا الله، الشباب وعلى الرغم من جملة المخاطر التي يتعرضون لها والاموال التي ينفقونها إلا أنهم مصرون على تكملة طريق التهريب عبر خمس أو ست دول عبر تركيا فاليونان بحرا فمقدونيا وصربيا والنمسا والسويد مشيا على الاقدام حتى يستقروا بالسويد أو فنلندا، لكن الكارثة الكبرى أن بعضهم يصطحب معه الاطفال والنساء وقد يصلون أو يموتون، ما يعطي إنطباعا وتساؤلات كثيرة أهمها من أي بلد وأي موت يهربون فيضطرون لذلك؟.


ومن اهم اسباب هجرة الاسر والشباب بشكل خاص الى الخارج الوضع الامني المتردي الذي هو من سيئ الى اسوأ وعدم حرية التنقل داخل البلد حيث يهرب الشباب من هذا الوضع المجهول بالنسبة لمستقبلهم.

 

 ونجد ان الاهل هنا هم من يحرض اولادهم على الهجرة خوفا عليهم من الاوضاع الامنية بالاضافة الى عدم توفر فرص عمل مناسبة للشباب حيث اننا نجد ان اكثر المهاجرين من الذين يحملون شهادات جامعية فعدم توفر وظائف كافية واقتصار الوظائف على شريحة معينة تدفع بالشباب الى اللجوء الى بلدان اخرى للبحث عن وظيفة مناسبة والشاب هنا لا يجد في بلده ذلك الحضن الدافىء الذي يحتويه ويقدم له حقه.


الصحفي هلال كوتا الذي ترك العراق هاربا إلى احدى الدول الاوربية تحدث لـ"سكاي برس"، قائلا "دفعني التهديد اللي تلقيته بسبب عملي الصحفي ونشري لمقال ضد عصابات الخطف في بغداد ودفاعي عن حرية المواطن وحمايته إلى ترك البلد".


وأضاف ان "البلد لم يوفر لي حماية واصبحت حياتي بخطر وسبق وان تعرضت لعملية اغتيال لكنها فشلت، لذلك تركت كل شيئ ورحلت الى المجهول حفاظا على حياتي وايضا لابعث الراحة في نفس اسرتي التي تعيش القلق بشكل دائم على ماسيحصل لي مستقبلا".


هناك الاف العراقيين بدؤوا بالهروب خارج العراق باستعمال طرق غير مشروعة عبر عصابات ومافيا متخصصة، سيما وان عمولات التهريب الى خارج البلاد هبطت من 12 ألف الى ستة آلاف دولار.


وبعد ازدياد طلبات اللجوء الى الدول الاوربية بشكل كبير اعلنت بعض هذه الدول ايقاف الهجرة اليها مما اضطر البعض من العراقيين الى الهروب بطرق غير قانونية ماادى الى موت العديد منهم غرقا خلال مرحلة عبورهم المياه وتعرض اخرين الى الابتزاز والسرقة من قبل مافيات منظمة استغلت الاوضاع التي يمرون بها.


المواطن أسامة الخفاجي قال إن "خوفي من المصير المجهول لاطفالي وبعد أن أكلت الحكومات المتوالية في العراق طفولتي وشبابي جعلني أفكر مليا بمستقبل اطفالي، ولو تأملن بأن العراق سيكون بلد مناسب للعيش ولو بعد عشر سنوات لبقيت ولكن على مايبدو فأن العراق من سيء إلى اسوأ يوميا وقد لا نجد متر فيه أمان في المستقبل".


وأضاف "أنا ذهبت في رحلة سياحية إلى فرنسا ومن هناك استقليت القطارات ومررت بعدة دول حتى استقريت في بلجيكا وهنا أجد المعونة وعلى الاقل أكون مطمئنا على أطفالي من مصير محتوم بالقتل أو التشريد".


من جانبها اعلنت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق انه بالرغم من كل ما واجهه الماهجرون الا ان 17% من الشباب العراقي لايزالون يرغبون بالهجرة.


فيما حذرت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق من مخاطر زيادة الهجرة غير المشروعة وخاصة من الشباب والعائلات، لكونها تؤثر على مستقبل البلاد، مطالبة الحكومة بضرورة وضع الخطط الكفيلة باستقطاب الطاقات الشبابية.