بغداد  كشفت مصادر سياسية عراقية رفيعة المستوى، وجود تعليمات جديدة للإدارة الأمريكية وصلت للسفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد، تقضي بأستبدال مصطلح "الإرهاب" بآخر جديد هو "التمرد" لوصف العمليات الإرهابية التي تجري في العراق.

وقالت المصادر السياسية أن السفارة الامريكية في العاصمة العراقية بغداد بدأت منذ شهر تقريبا باستخدام مصطلح "التمرد" بدلا عن "الإرهاب" بعد وصول تعليمات مشددة من وزارة الخارجية الأمريكية بهذا الخصوص.

ورأى مراقبون ومحللون سياسيون أن مصطلح "الإرهاب" أوجدته الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش الأبن، راعي "المسيحية الصهيونية" أو من يسمون أنفسهم بـ "المحافظين الجدد"، لشن الحروب بشتى الوسائل الممكنة (حملات عسكرية واقتصادية وإعلامية) وتهدف إلى القضاء على "الإرهاب" والدول التي تدعم "الإرهاب". بدأت هذه الحملة عقب أحداث 11 أيلول 2001 التي كان لتنظيم القاعدة دور فيها وأصبحت هذه الحملة محوراً مركزياً في سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش على الصعيدين الداخلي والعالمي وشكلت هذه الحرب انعطافة وصفها العديد بالخطيرة وغير المسبوقة في التاريخ لكونها حرباً غير واضحة المعالم وتختلف عن الحروب التقليدية بكونها متعددة الأبعاد والأهداف. وتم إحتلال وتدمير العديد من الدول تحت راية هذا المصطلح المجهول المعالم ومنها العراق وافغانستان.

وفي  عام 2010 قررت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التخلي عن مصطلح "الحرب على الإرهاب", والتركيز على ما يوصف بـ"الإرهاب الداخلي", وذلك في إستراتيجيتها الجديدة للأمن القومي، ونصت الوثيقة على أن الولايات المتحدة "ليست في حالة حرب عالمية على "الإرهاب" أو على "الإسلام", بل هي حرب على شبكة محددة هي تنظيم القاعدة و"الإرهابيين" المرتبطين به.

وأضاف المراقبون والمحللون السياسيون أن الإرهاب يعرف أصطلاحا بأنه فعالية تعرضية وهجومية تستهدف السياسيين ممن يعارضون الجماعات الإرهابية والشخصيات الإجتماعية والمفكرين، كما تستهدف المنشآت والبنى الإرتكازية خصوصا، كما تستهدف جمهرة المواطنين كيفما أتفق لمجرد خلق روح التمرد وإحداث فجوة بين المواطنين والحكم بأعتبار أن الحكومة هي المسؤولة بسياساتها عن إشاعة الإرهاب، وبأعتبار أنها عاجرة عن مقاومتها. في حين أن التمرد يدل على التوقف عن التعاون مع الدولة باي أجراء تتخذه والإمتناع عن دعمها ومن ثم مقاطعة ما تقوم به من أفعال أو الإمتناع عن العمل أيا كان نوعه وعدم اطاعة الأجهزة الأمنية.

وقالوا أن توقيت تغيير المصطلح جاء اثر تصاعد موجة العمليات الارهابية في سورية التي يقودها ارهابيون هناك بدعم خليجي ومباركة امريكية. لافتين أن دلالات تغيير المصطلح ترتبط بوجود تقارب بين بعض الجهات التي تقوم بالإرهاب لاسيما الأحزاب الدينية والإدارة الأمريكية، أو أن امريكا تريد أن تفرق بين ما يحصل في دول عربية ولاسيما سورية واليمن وليبيا وما يحدث في العراق وتبرر مقاومتها لما يحصل في هذه الدول وسكوتها عن الفئات التي تمارس الإرهاب داخل العراق، بأعتبارها تمرد الأمر الذي يخفف من وطأة الإتهام بالإرهاب سواء بالنسبة لمن يقومون به أو بالنسبة لحكومات هذه الدول التي تقول أنها تتصدى له.