-حزمة ثالثة- من التساؤلات حول التظاهرات الراهنة في العراق


... وتستمر التساؤلات بشأن تظاهرات جماهير العراق، المشروعة، من أجل الاصلاح والأمن والنهوض، كما يهدف اليها المخلصون جميعاً... وإذ تستمر، فلابد للتساؤلات عنها، وحولها ان تطفو أيضاً، من أجل ألا يستغلها المتربصون والطائفيون و"الداعشيون" السياسيون، وأنصارهم وحواضنهم، وهكذا تأتي هذه "الحزمة" الثالثة بعد ان نشرنا في الأسبوعين السابقين، أولاها، وثانيتها:
1ـ هل حقاً ان هناك بعض تداعيات سلبية، وقلق وانكفاء بدت، أو تكاد - بسبب التظاهرات - عند بواسل ومجاهدي القوات العراقية، بمختلف تشكيلاتها: جيشاً وحشداً وفصائل أخرى، ولمصلحة مَنْ ذلك؟... ألا يجب ان يزيد التركيز على ان التظاهرات أولاً لدعم أولئك المقاتلين على "ساحات" الكفاح ضد داعش؟.
2ـ ألم يحن الوقت الآن، لفرز وتدقيق الشعارات والأهداف التي يرفعها ويطالب بها المتظاهرون النجباء، بعيداً عن المبالغة والتسرع والاجمال؟... ألا تسبب الشعارات والمطالبات مثل: "الجذرية" و"اليوم اليوم وليس غداً" ببعض المبالغة والغلو، مما يدفع بالفاسدين والمتسلطين للتوحد، والمجابهة والمواجهة، ضد المتظاهرين، والانقضاض؟!... أما يجب الاحتراز من ذلك؟.
3ـ أليس من الواقعية، والموضوعية بمكان، ألا تـُهـمل تجاريب "الربيع" السوري، والليبي، واليمني، حينما سقطت تلكم البلدان في متاهات الدمار وأنهار الدماء؟.. أما ينبغي على النخب السياسية الوطنية، والمثقفين العراقيين، بحق، أن يكونوا موجهين للجماهير، وبوصلتها، لا مسايرين لها، دون حسابات الحقل، والبيدر؟.. أما من فائدة جلّى في تبني حكمة "من أراد أن يُطاع فعليه أن يأمر بما هو مستطاع"؟!.
4ـ وفي ضوء الفقرة السالفة، هل يحق التساؤل مجدداً عن صلاحية وجدوى الديمقراطية المبتغاة، وإمكانية إشاعتها في بلدان مثل بلداننا، حيث الوعي الاجتماعي، والتعليمي، والسياسي، في مستويات لا تستوعب مثل تلكم "الديمقراطية"؟... وبالمقابل، هلي يعني – خلاف ذلك – ان يُدعى لمزيد من الحزم والضبط، والقوة، وان لفترة زمنية محددة؟.
5ـ ثم، هل من الصحيح المبالغة في حجوم وقوى التظاهر، من أجل التحريض و"التثوير" فيقال ان الآلاف المؤلفة في ساحة "التحرير" ببغداد وشبيهاتها في المحافظات، هي صوت الشعب كله؟ ...وإذا كان ذلك صحيحاً، فبماذا سيكون الرد حين تقارن تلكم الآلاف بملايين الصامتين، دعوا عنكم المؤيدين لمافيات الفساد، والمنتفعين، والمتسلطين وتجار السياسة قديمهم، والجديد؟!.
6ـ وفي سياق ما سبق، هل باتت منابع، وينابيع المشاركين في التظاهرات هي التي يعوّل عليها في الاصلاح والتغيير؟!... وان لم تكن كذلك، فهل يعني ذلك ضرورة الانتظار الى ان حين ان تكون تلك "اليانبيع"، و"المنابع" من مواقع، وقواعد، وفئات، بل وحتى طبقات أخرى؟.
7ـ وأخيراً أليست هذه التساؤلات محبطة للعزائم، والتثوير، بحسب البعض، وخاصة الذين لا ناقة لهم ولا جمل بما حدث، ويحدث، في البلد العجيب ؟.. أم انها حريصة على ان تكون الأمور في مسارات أكثر موضوعية وواقعية، ولكي لا يستغل هذا الحراك الجماهيري، أصحاب السوابق الذين ساهموا- فعلا او كتابة اوقولاً- في احراق البلاد العراقية وأهلها، سنوات طوال، تحت شعارات "الوطنية" ومقارعة "الاحتلال" و"الثورية" وما شابه ذلك؟.