حرارة الصيف الغير معهودة وانقطاع التيار الكهربائي اظهرتا أوجه الفساد على حقيقته ( بانوراما ) وخرجت الجماهير الغاضبة في معظم محافظات الجمهورية العراقية , بالاضافة الى تهور مجلس محافظة البصرة في محاولة لقمع التظاهرات أدت الى سقوط الشهيد ألأول منتظر الحلفي عمره سبعة عشر عاما , مما زاد في زخم التظاهرات في عموم جمهورية العراق وارتفعت سقوف المطالب التي تراكمت لدى الشعب العراقي منذ عام 2003 وتطور الفساد المالي والاداري ونظام الحكم الذي شرعه برايمر الذي اعتمد المحاصصة الطائفية وألأثنية لتوزيع الكعكة على حساب الفقراء والمعوزين حتى بلغت ترليون دولار امريكي خلال الاثنى عشر عاما .ويجب ان لا ننسى دور المرجعية الرشيدة التي اعطت د حيدر العبادي الضوء الاخضر في ضرب الفساد بيد من حديد لتطبيق الاصلاحات التي اعلن عنها في 9 أب كحزمة اولى تتبعها الحزمة الثانية قريبا , الا ان قوة حيتان الفساد اعاقت ظهور الحزمة الثانية التي ينتظرها الشعب العراقي , وقد تكونت فكرة عدم استمرار د حيدر العبادي في حزب الدعوة لدى جماهير شعبنا الذي ينصح د حيدر العبادي بان يرتدي عباءة الشعب فقط لأنه رئيس لكل الشعب ويمثل الشعب وليس حزبا فشل في ادارة شؤون البلاد وخسرنا نصف اراضينا لقوات البغي والعدوان المجرمة الداعشية , وعلى سبيل المثال في سنة 1994 كان رئيس الجمهورية لالمانيا الاتحادية فون فايتس ايكر من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي , وقد طلب الحزب منه دفع اشتراكه السنوي للحزب وقد كان جوابه باني رئيس لكل المانيا وليس لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في الوقت الحاضر وبناء على ذلك امتنع عن دفع اشتراكه السنوي لحزبه , المطلوب من د حيدر العبادي ان يجمد نفسه ويتفرغ لجمهورية العراق اثناء فترة حكمه لبناء واعمار دولة مدنية ديمقراطية وبهذا يتخلص من الضغوط التي تمارس عليه من قبل حزبه الذي يراسه نوري المالكي المتهم الاول في عملية بيع الموصل ومجزرة قاعدة سبايكر وسجن بادوش ومحافظة الانبار وصلاح الدين . ان ثقل التهمة لا يتحمل التاجيل والانتظار والشعب العراقي ينتظر بفارغ الصبر معرفة مصير ابنائه ,ومصير ثروته للبدء في انزال العقاب بحق المفسدين . لقد نالت اصلاحات د حيدر العبادي ثقة وتأييد جميع الكتل السياسية وكذلك مجلس النواب بل تسابقوا في رفع اصابعهم المؤيدة , واليوم تصدر تصريحات تشكك في التظاهرات وتتهمها بالبعثية والغوغائية وتحاول خلط الاوراق في احقية محاربة الدواعش قبل التظاهر , ومن نافلة القول بان محاربة الفساد هي زيادة مناعة القوات التي تحارب الدواعش تعطيها زخما وروحا قتالية واستبسالا اكثر في ساحات الوغى وليس العكس , ان تطهير المؤسسات الحكومية من الفساد والمفسدين بلاشك يحمي ظهر المقاتلين من ابناء جيشنا الباسلة وقوات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي البطل وقوات العشائر المسلحة التي ستمسك الارض بعد تحريرها فاهالي مكة ادرى بشعابها , في نفس الوقت تحية لقوات البيشمركة الباسلة في قتالها للعدو المغتصب لاراضينا , ختاما الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة ومن أمن ألعقاب أساء ألأدب ,تحية للمتظاهرين الابطال الذين يدافعون عن حقوق الشعب العراقي المسلوبة والحق يؤخذ ولا يعطى بمزيد من الاصرار وعدم التراجع لتحقيق جميع الحقوق المشروعة وبوحدة الشعب بكل قواه يتم النصر المبين.
|