اليسارية .. .. والطائفية‎

انا لست شيوعيا . ولم انتم يوما الى اي حزب شيوعي كما ان لدي ملاحظات كثيرة على الحزب الشيوعي في العراق او في الاتحاد السوفياتي سابقا ... ولكنني اعترف هنا بأني تعلمت ان اكون يساريا من الشيوعيين . وهذا فضل كبير لا انساه ما حييت. ، فاليسارية فتحت عيني في الحياة واخذت انظر الى الامور بمنظار بانوراما . وقد تعلمت كيف اكون يساريا حقيقيا . .ولكنني الان لا افهم الاطروحات التي تطلب مني ان اكون مؤيدا لبشار الاسد مثلا حتى اكون يساريا . هل ان بشار الاسد لا يحمل نفس فكر حزب البعث المجتث في العراق فلماذا يكون حزب البعث فاشيا في العراق وتقدميا في سوريا وهل ان بشار الاسد يحكم بأسم البروليتاريا او بأسم العمال او كان في يوم من الايام اشتراكيا ، وكيف يكون بشار الاسد وطنيا وهو يمارس ابشع وسائل القتل ضد الشعب السوري يتساوى في ذلك مع داعش في قتل الناس وتدمير البنى التحتية للدولة والمجتمع والفكر الحضاري والانساني . كما انه لا يتحتم علي لكي اكون يساريا ان امجد حزب الله او امجد حكم الملالي في ايران . او ان اكون شيعيا او سنيا . وعلمنا ماركس بان الدين افيون الشعوب ، فكيف تكون ايران الملالي يسارية ويحكمها فكر رجعي متخلف . ولماذا تكون داعش والوهابية عدوة الانسانية ولا يكون بقية الملالي من اي جهة اخرى اعداء الانسانية . وعلى الرغم من همجية وعنصرية وتخلف داعش والوهابية والاخوان المسلمون فهذا لا يعطي الحق في ان يكون المتخلفون الاخرون ثوريين او يساريين . كلهم سواء ولكن هناك من هو سئ ومن هو اكثر سوءا . ان اليساري هو من ينظر الى الجميع بمنظار واحد ولا ينتمي الى طائفة دون اخرى . وكذلك كيف يكون بوتين بطلا للاشتراكية او اليسارية ، وكيف ندين بالولاء الى روسيا لمجرد كونها وريثة الاتحاد السوفياتي السابق . اي فوضى فكرية هذه التي تجري في صفوف المثقفين والحوار بين المثقفين اصبح حوار الطرشان . ان اليساري هو يساري اشتراكي ومتحضر . 
واليميني هو يميني رجعي ومتخلف ولا يمكن ان نزيف الحقائق او ان نسبغ صفة اليسارية او الاشتراكية على جهة لمجرد اننا نحبها او ننتمي اليها دينيا او طائفيا ان اليسارية ايها السادة هي العلمانية . هي عدم تدخل الدين بالسياسة واننا لا ندعي ان العلمانية ضد الدين ، كن ابن من شئت دينا ومذهبا واتخذ قبلتك التي تراها واعبد الهك الذي تقدسه ولكن لا تجبرني على ان اكون مثلك لكي اكون يساريا او اشتراكيا ستكون اذا داعشيا . الداعشية ليست هي من ينتمي الى الدولة الاسلامية المزعومة . الداعشية هي منهج فكري متخلف وكل من يفكر بفكر طائفي او ديني متعصب هو داعشي بغض النظر عن دينه ومذهبه .واليسارية هي الاشتراكية. هي العدالة الاجتماعية ورفض كل ما هو رأسمالي واليسارية هي حكم الشعب وليس حكم الملالي سواء اكانوا سنة او شيعة اخوان مسلمين او حزب الله . اليسارية هي بناء فكري وحضاري يسعى لتغيير المجتمع بطرق متعددة لتحقيق المساواة او التقارب بين افراده . ايها السادة اليساريون ثقفوا الشعب بالثقافة اليسارية الاشتراكية والثقافة الانسانية لكي يحب الانسان اخيه الانسان في اي مكان ولنبدأ من جديد في تثقيف الناس للثقافة الجديدة . لاان ننكسهم بانتكاساتنا الشخصية والاجتماعية ، واذا لم نستطع ان نكون يساريين حقيقين فلنكف القلم عن بث السموم في افكار الناس ، والشباب على الخصوص . خصوصا وانهم قد تعلموا الان ان من يسرقهم هم المتأسلمون وهم الذين يتعكزون بعكازات الولاءات العائلية والطائفية ليبتزوهم ويلهونهم عن اهدافهم الحقيقية وعن اعداءهم الحقيقيون . ان الاعداء الحقيقين هم ليسوا من الطائفة الاخرى او الدين الاخر او القومية الاخرى .الاعداء الحقيقيون ايها السادة هم المغتصبون .هم لصوص السلطة هم اعداء الشعب من اي دين او مذهب او قومية . وكونوا دائما يساريون متفتحي العقل على كل الثقافات والحضارات وانظروا الى المستقبل . واتركوا الماضي ليدفن ماضيه .