المتظاهرون بين حُقَن العبادي وأفيون السيستاني

من المضحك المبكي أن يُطلَق على الإجراءات الصورية التي يقوم بها العبادي عليها إصلاحات , ومن المضحك المبكي أن يطلب السيستاني من المتظاهرين أن يمنحوا السياسيين الفاسدين فرصة لإثبات حسن النية أو وقت لتطبيق الإصلاح , ومن السذاجة أن يصدق بها مَن صدق ، فما يقوم به رئيس الحكومة هو خارج سرب الإصلاح الحقيقي، وبعيد جدا عن تطلعات الجماهير المنتفضة , فما هي فائدة إلغاء المناصب , وأصحاب المناصب من رموز الفساد يسرحون ويمرحون دون حساب أو محاكمة والمالكي يذهب إلى إيران بطائرة عراقية ويرجع بطائرة إيرانية , فأين قرار منع المتورطين بالفساد من السفر إلى الخارج , وما فائدة ترشيق الوزارات ومن ثم ينصب وزير على رأس المطلوبين للقضاء كالشهرستاني ، أو من نفس منظومة المفسدين التي تعج بهم الكتل السياسية , إذا كان الهدف من الترشيق وتقليص الحمايات هو التقشف فالمفروض أن يطلب العبادي بحجز أموال السياسيين في الداخل والخارج واسترجاعها.
 يتحدثون عن  إصلاح ومكافحة الفساد ولحد الآن لم يحاسب أو يحاكم أي سارق أو فاسد , بل لم تصدر بحقهم مذكرات اعتقال , ثم من سيحاسب المفسدين وما زال القضاء نفسه وبزعامة حامي المفسدين ومقنن فسادهم  مدحت المحمود , وأي مؤسسة قضائية يُحتمل منها المهنية والشفافية والعدالة وهي التي صوتت بالإجماع على رفض طلب الاستقالة الذي رفعه رئيسها مدحت المحمود , وهي التي تسترت على زمر الفساد طوال هذه السنين , وغيرها من الأمور التي يطول المقال بذكرها , ناهيك عن دور إيران وسطوة الولي الفقيه الذي  لا يستطيع العبادي  ولا غيره من أدوات إيران  أن يناقشه فضلا عن التمرد عليه ,  فما يجري هو ضحك على الذقون وتسويف وحُقَن من البنج يزرقها العبادي ومن ورائه السيستاني والإعلام المطبل لهم...., وعلى الشعب العراقي أن ينتبه قبل فوات الأوان.